كان لنبأ استقالة صونيا غاندي من رئاسة المؤتمر وقع الصاعقة على قادة الحزب المخلصين وقاعدته الشعبية، فيما اعتبر محللون خطوة رئيسة المؤتمر "مناورة ذكية" تهدف من خلالها تعزيز الوحدة داخل الحزب واختبار مدى الاجماع على زعامتها. لندن، نيودلهي - "الحياة"، أ ف ب - قوبل نبأ تقديم صونيا غاندي استقالتها من رئاسة حزب المؤتمر باستياء شديد من جانب القيادات المخلصة لزعامة آل غاندي التاريخية والتي ابدى عدد كبير من رموزها امس الثلثاء رغبتهم في الاستقالة من مناصبهم الحكومية الرفيعة اذا لم تتراجع صونيا عن موقفها. وفي الوقت نفسه، نفذ عشرات من انصار صونيا امام مقر الحزب في بومباي اضرابا عن الطعام مفتوحا حتى تتراجع عن قرارها. وقال الناطق باسم الحزب اجيت جوغي ان "كل الذين قابلوا صونيا غاندي خرجوا بانطباع انها مصرة على عدم العودة عن قرار استقالتها" الذي اتخذته اول من امس في مواجهة تمرد قاده ثلاثة من اركان المؤتمر طالبوا اللجنة المركزية للحزب بحرمان رئيسته من ترشيح نفسها لرئاسة الوزراء كونها ايطالية الاصل. ورأى محللون انه لم يكن امام صونيا 52 عاما التي وافقت على تولي رئاسة الحزب من اجل انقاذه من كبوة ناتجة عن غياب رموزه التاريخية بعد اغتيال زوجها راجيف ووفاة حماتها انديرا غاندي. كما رأى آخرون ان وجود صونيا على رأس الحزب طمأن ناخبيه الى ان العائلة ستبقى في القيادة، خصوصا في ظل تكهنات عن ان صونيا تحضر لتسليم دفة القيادة لابنتها بيريانكا غاندي التي تبلغ من العمر عشرين عاما. وثمة ارتباط عاطفي بين القاعدة الشعبية للمؤتمر وآل غاندي، عبر عنه رئيس الحكومة المحلية في ولاية نيودلهي شايلا ديكسيت بقوله ان "استقالة صونيا جعلتنا نشعر باليتم كما دفعتنا الى الاقتناع بان لا جدوى في استمرارنا في مناصبنا". وكان ديكسيت واحدا من اربعة رؤساء حكومات محلية قدموا استقالاتهم من مناصبهم، على ان يسري مفعول ذلك اذا لم تتراجع صونيا عن قرارها. كما اتخذ عدد من المسؤولين في الحزب موقفا مماثلا ، فيما عبرت القاعدة الشعبية للحزب عن استيائها بتظاهرات واعتصامات بلغت ذروتها باعلان ما يزيد عن مئة من المحازبين اضرابا مفتوحا عن الطعام امام مقر المؤتمر في بومباي. وكانت اعلى هيئة قيادية في "المؤتمر" رفضت اول من امس الاستقالة. ودعت صونيا الى مواصلة تولي مهامها في رئاسة الحزب الذي يأمل بالفوز في الانتخابات الاشتراعية المبكرة التي ستجري في ايلول سبتمبر المقبل في مواجهة الائتلاف الحاكم حاليا بزعامة القوميين الهندوس. وتوجهت وفود من الحزب الى منزل غاندي لاقناعها بالعدول عن الاستقالة. واعتبر معظم المحللين ان صونيا تقوم بمناورة في محاولة لجذب تعاطف الناخبين وتعزيز سلطتها في الحزب الذي تولت رئاسته العام الماضي. وتوقعت صحيفة "انديان اكسبرس" ان تعود صونيا بقوة في 21 الشهر الجاري، في الذكرى الثامنة لاغتيال زوجها. وكان ثلاثة من مسؤولي "المؤتمر" اعتبروا في رسالة وجهوها الى رئيسة الحزب ونشرت الاحد ان شخصا من اصل اجنبي لا يمكنه تولي قيادة البلاد. ومن بين الموقعين على الرسالة شاراد باوار زعيم حزب المؤتمر في ولاية ماهاراشترا الكبيرة. وتساءل الموقعون على الرسالة: "هل يعقل الا تجد بلد يعد 980 مليون نسمة كالهند شخصا ولد على ارضها لرئاسة الحكومة؟". وتابعوا: "انها مسألة لا تتعلق بالامن والمصالح الاقتصادية وصورة الهند في العالم فحسب بل بكرامة كل هندي". ويذكر ان صونيا ولدت في ايطاليا وحصلت على الجنسية الهندية عام 1983، بعد 15 عاما على زواجها من راجيف غاندي في 1968.