قصفت مقاتلات اثيوبية مدينة مصوع أمس في الوقت الذي دعت مصر إلى وقف النار بين أديس ابابا وأسمرا في نزاعهما الحدودي المستمر منذ سنة. وقال ناطق في الرئاسة الاريترية من أسمرا في اتصال هاتفي مع "الحياة" إن مقاتلات اثيوبية قصفت فجر أمس منطقة مستودعات تجارية في مدينة مصوع البحرية حيث يوجد ثاني أهم ميناء في البلاد بعد عصب. وأوضح الناطق ان القصف الذي استهدف منطقة رأس مدر أدى إلى مقتل مواطن وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، كما اصيب مكتب تجاري ب"أضرار بسيطة". وقال إن رأس مدر عبارة عن منطقة مخصصة لتخزين البضائع التي تفرغ من السفن الراسية في ميناء مصوع، وأنها لا تضم أي مواقع عسكرية. وعبر عن اعتقاده بأن هدف اثيوبيا من قصف هذه المنطقة "استفزازي محض لحمل أسمرا على الرد بقوة في الوقت الذي يجري الرئيس الاريتري أساياس أفورقي محادثات مع الرئيس حسني مبارك عن السلام في المنطقة". وأضاف: "ان أديس ابابا تريد أيضاً ضرب مبادرات السلام التي قدمتها منظمة الوحدة الافريقية، إلى جانب مساعي موفد الأممالمتحدة الخاص السفير محمد سحنون الذي أجرى أيضاً محادثات في أسمرا وأديس ابابا الأسبوع الماضي". وأكد "أن اريتريا لن تدخل في الرد على الاستفزازات العسكرية الاثيوبية لتعطيل مساعي السلام، لكنها سترد في الوقت المناسب". وفي القاهرة، عبر وزير الخارجية المصري عمرو موسى عن قلق بلاده من عودة المعارك بين البلدين. وقال في ختام لقاء الرئيس المصري ونظيره الاريتري "إن استمرار القتال يؤدي إلى التهاب الموقف ...، لا بد أن تكون الخطوة الأولى وقف النار واحترام الطرفين لهذا الوقف الذي يمكن للعمل السياسي أن يستمر في ظله". واعتبر ان "من المهم لنا جميعاً أن تستقر الأمور في القرن الافريقي في إطار المبادئ التي تم إقرارها افريقياً وتأكيد دور منظمة الوحدة الافريقية وإحلال السلام". وأشار إلى أن مصر يمكن ان تدعو إلى عقد لقاء بين افورقي ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، مشدداً على أن "هذه المسألة تتوقف على رغبة الطرفين في الجلوس والتفاوض المباشر". لكنه أوضح أن المسألة لم تطرح في لقاء أمس. وذكر الوزير المصري ان مصر تتوقع زيارة زيناوي خلال الأيام المقبلة. وكان أفورقي وصل مساء أمس الأحد إلى القاهرة آتياً من ليبيا.