تتبلور اليوم معالم الخارطة الانتخابية في تونس استعداداً لاستحقاق الرابع والعشرين من تشرين اكتوبر المقبل إذ سيعلن حزبان معارضان ترشيح زعيميهما للانتخابات الرئاسية التعددية الأولى منذ الاستقلال والتي ستجرى في الخريف المقبل. ويعقد المجلس المركزي اللجنة المركزية لحزب الوحدة الشعبية الذي يسيطر على مقعدين في مجلس النواب اجتماعاً اليوم يقرر في ختامه ترشيح أمينه العام المهندس محمد بلحاج عمر للانتخابات الرئاسية، فيما سيعلن الاتحاد الديموقراطي الوحدوي يسيطر على مقعدين أيضاً موقفه الرسمي من ترشيح أمينه العام عبدالرحمن التليلي خلال الساعات المقبلة بعدما راجت معلومات مؤكدة أفادت ان التليلي سيكون المرشح الثالث الى جانب الرئيس زين العابدين بن علي ومحمد بلحاج عمر. وكان المؤتمر الثالث للتجمع الدستوري الديموقراطي الحاكم اختار الصيف الماضي الرئيس بن علي مرشحه لولاية جديدة بعدما انتخب رئيساً في العامين 1989 و1994. وساندت غالبية التنظيمات الشعبية خصوصاً الاتحاد العام للعمال واتحاد الصناعيين والتجار واتحاد المرأة ترشيح الرئيس بن علي. وبموجب التعديل الذي ادخله مجلس النواب أخيراً على الدستور للافساح في المجال أمام تعدد الترشيحات للرئاسة تقتصر المنافسة على ثلاثة مرشحين، فيما وجد أربعة زعماء أحزاب أنفسهم خارج السباق اما بسبب السن مثل الأمين العام لحركة التجديد الحزب الشيوعي سابقاً أو لأنه لم يمضِ خمسة أعوام على رأس الحزب حركة الديموقراطيين الاشتراكيين أو لأن الحزب غير ممثل في مجلس النواب التجمع الاشتراكي والحزب الاجتماعي التحرري. ويتوقع بعد اعلان كل من التليلي وبلحاج عمر ترشيحهما أن تتضح الصورة الانتخابية في شكل نهائي كونهما الوحيدين اللذين يجيز لهما القانون الترشيح، الأمر الذي قد يعلن اليوم. بن علي وبورقيبة من جهة أخرى زار الرئيس بن علي أول من أمس سلفه الرئيس الحبيب بورقيبة في مقر اقامته في مدينة المنستير لمناسبة زيارة تفقدية للمحافظة. ونقل التلفزيون في نشرته الرئيسية مساء أول من أمس وقائع اللقاء، وهو الثالث من نوعه منذ تنحية بورقيبة ووصول الرئيس بن علي الى سدة الرئاسة في 1997. وبدا بورقيبة 96 عاماً شيخاً متعباً إلا أنه ما زال محافظاً على حضوره. وقال البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية ان اللقاء "أكد مجدداً الاهتمام المستمر بظروف الزعيم بورقيبة والعناية بصحته".