ساهم "معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" شام 99 الذي جرى نهاية الشهر الماضي في تحقيق أهداف "الجمعية السورية للمعلوماتية" بدعم صناعة البرمجيات في سورية من جهة وتفعيل دور المعلوماتية في تطوير الواقع العلمي والاداري في مختلف القطاعات. وأجمع عدد من المشاركين في المعرض ان "شام 99" أظهر تزايداً في اهتمام الزائرين بالكومبيوتر قياساً الى ما كان عليه الوضع في الأعوام السابقة، إذ قدر عدد الزائرين بأكثر من 50 الفاً، كما شارك فيه 192 عارضاً من بينهم الجهات العامة في المؤسسات والوزارات وهيئات اضافة الى القطاع الخاص. وضم المعرض عدداً من التجهيزات والبرمجيات من أجهزة كمبيوتر وتجهيزات مصرفية ومالية وانظمة تعليمية وأجهزة تحكم وتجهيزات وحلول متخصصة وبرمجيات وتجهيزات حماية واخرى مكتبية اضافة الى حلول لمشكلة سنة 2000. وتميز المعرض بمشاركة عربية وأجنبية واسعة شارك بعضها للمرة الأولى منها شركة "اليس تكنولوجي" المتخصصة بتطوير وتسويق الأنظمة والأجهزة الحاسوبية العربية والمتعددة اللغات، و"سيدرنت واسترولاب" من لبنان التي تقوم بانشاء مواقع على انترنت و"دوالج" السعودية العاملة في مجال تطوير وانتاج برامج الوسائط المتعددة للاغراض التعليمية، وشركة "اسند" الأميركية المتخصصة في تصنيع وتطوير تجهيزات انشاء شبكات تبادل المعلومات الخاصة والعامة وبناء شبكات مزودي انترنت وتقنيات خدمات نقل انترنت اضافة الى "شبكة المعلومات العربية" نسيج. وقال مدير "اليس تكنولوجي" السيد مازن الضاهر "ان مجالات عملنا محصورة في تطوير وتسويق الأنظمة والأجهزة الحاسوبية العربية المتعددة اللغات. وتم تصميم منتجاتنا بما يتناسب مع حاجات الزبائن الذين يعتمدون على لغات غير الانكليزية ويستخدمون انظمة متعددة اللغات. وتركز منتجاتنا بالدرجة الأولى على التعريب". وشارك في المعرض عدد كبير من شركات الاتصال العربية والأجنبية التي تقدم حلولاً اتصالاتية متعددة، بعضها يؤمن الربط الشبكي المحلي وبعضها مهيأ للربط مع الشبكات العالمية المتقدمة. وقال مدير جناح "شركة الثريا للاتصالات الفضائية" السيد محمد البلوشي: "تتميز مشاركتنا هذا العام بالتعريف بنظام جديد لاطلاق الثريا قمرها الاصطناعي الأول المتزامن مع دوران الأرض والذي من خلاله تقوم الثريا بادخال خدمات الاتصالات الفضائية المتنقلة والمتطورة الى المنطقة". وزاد: "سيعزز هذا النظام البنية التحتية للاتصالات في المنطقة بتغطية مساحة شاسعة تشمل شبه القارة الهندية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال افريقيا واوروبا". وقدمت "السورية للحلول المتكاملة" وكلاء شركة "أبل" جهاز كمبيوتر من الجيل الثالث يستخدم في مجال التصميم وفرز الألوان والطباعة، ويتميز بسرعته العالية وهو ذو معالج من أسرع المعالجات في العالم 400 ميغا هيرتز. أما "عالم البرامج والطرفيات" فقدمت هذا العام برنامج "الوافي" للترجمة العربية الذي يمتاز بسرعة ترجمة تصل الى أكثر من عشرة آلاف كلمة في الدقيقة، وقاموسه العام الذي يزيد عن مليون كلمة ويقوم بترجمة دقيقة لنصوص انكليزية كاملة مع امكانية اضافة الكلمات الشائعة الاستخدام ضمن قاموس شخصي باسم معين من قبل المستخدم. أما عن مشاركة الجهات والمؤسسات العامة فيتميز جناح المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجية التابع ل "مركز الدراسات والبحوث العلمية" هذا العام بعرض مجموعة من الأنظمة منها نظام تعريف الحرف العربي المتعدد الأنماط والاحجام وبناء خريطة لبيئة عمل عربية ذاتية الحركة ومحاكي ترميز قناة اتصال المشاريع التي قام بها في مجال التأهيل المعلوماتي للمؤسسات والجهات الحكومية مثل اعداد المناهج لاقسام المعلوماتية في كليات العلوم وتأهيل كوادر "المؤسسة العامة للاتصالات السلكية والاسلكية"، اضافة الى مشاريع اتمته لبعض الوزارات والمؤسسات العامة. وقال مدير الجناح السيد زهير دحروج ان "ما يميز مشاركة المعهد هذا العام هو اشتراك الطلاب بمشاريع تظهر مدى كفايتهم وقدرتهم على استخدام التقنيات الجديدة ومواكبة علوم العصر". ويعد المعهد أول مؤسسة في سورية تطلق اختصاص هندسة المعلوماتية. وكان المعهد استطاع دمج قدرات الباحثين والمهندسين والفنيين والطلاب لتفعيل تطوير المعلوماتية واستخدامها في كافة المجالات. وتميز جناح وزارة التربية بعرض مجموعة من البرامج التعليمية المنتجة في دائرة البرمجة في مديرية المعلوماتية في الوزارة، اضافة الى عرض استثمار الكمبيوتر في العملية التعليمية من خلال التحكم الالي من خلال مشاريع يقدمها طلاب المعاهد الصناعية اضافة الى المكتبة الالكترونية الذي يدرب عليها طلاب البرنامج الوطني لنشر المعلوماتية ورافقت المعرض هذا العام مجموعة من المحاضرات المتخصصة بمشاركة باحثين وممثلي شركات أجنبية متخصصة في مجال المعلوماتية. ويكتسب "شام 99" أهمية خاصة لتوافق موعد تنظيمه مع اقامة الجمعية لأكبر نشاط علمي لها وهو "مؤتمر الشام الدولي الثاني للمعلوماتية" الذي دعا في ختام أعماله الى "تشجيع نشر المعلومات في المجتمع من خلال الاشتراك في انترنت لأكبر عدد ممكن من أبناء المجتمع واقامة بنوك وطنية واقليمية لتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية". كما عقدت على هامش المؤتمر جلسة حوار عن "مشكلة سنة 2000" خلص الى التشديد على ضرورة "تأهيل لجان وطنية من أعلى المستويات الحكومية لتنسيق الجهود الوطنية حول هذه المشكلة". وشارك في المؤتمر الذي نظمته "الجمعية العلمية للمعلوماتية" في قصر المؤتمرات في دمشق خلال الفترة بين 26 و29 الشهر الماضي 107باحثين ومحاضرين من 42 دولة قدموا 40 بحثاً وورقة عمل ودراسات نوقشت من خلال خمسة محاور غطت مجالات تتعلق بتطوير ونشر استخدام المعلوماتية في الدول النامية. وحمل المحور الأول عنوان "الخصائص المميزة للدول النامية"، اذ دعا المحاضرون الدول النامية الى اجراء تحليلات متوازنة لفوائد ومخاطر انظمة المعلومات وذلك لخفض الفجوة بين التصميم والواقع وللافادة من أقنية المعلومات واعادة تنظيم خدمات الانترنت وخفض قيمة الاتصال". ودعت توصيات المحور الثاني الدول النامية الى "اطلاق مبادرات اضافية في المستوى الوطني لجعل النظام التعليمي في جميع فئاته متماشياً مع المستوى العالمي"، علماً ان هذا المحور تناول "الاستثمار في الموارد البشرية". اما المحور الثالث فأكدت التوصيات على "اهمية اللغة الوطنية وخاصة العربية في تقنيات المعلومات بشكل عام وفي تقنية الانترنت بشكل خاص". وشدد المشاركون في المحور الرابع على "أهمية الدعم المالي من قبل الدولة لسياسات تقنية المعلوماتية والمشاريع العاملة في هذا المجال وتحديد الاولويات لهذه المشاريع وتشجيع انشاء مجلات معلوماتية على الشبكات بغية اظهار نشاطاتها والمعطيات الاكاديمية للاخرين". كما اشارت التوصيات الختامية الى "ضرورة رفع مستوى نشاط الأعمال في التجارة الالكترونية لتطوير اقتصاديات الدول النامية في الاقتصاد العالمي". ومن النشاطات اللافتة، محاضرة القاها الخبير عامر خربوطلي عن التجارة عبر الانترنت اذ قال ان عدد مشتركي الشبكة العالمية للمعلومات يبلغ 300 مليون مشترك وان الاستثمارات على الشبكة تنمو بنسبة 40 في المئة شهرياً، إذ "تأتي في مقدم التطبيقات العملية لشبكة الانترنت المبادلات التجارية او ما يعرف بالتجارة الالكترونية والتي بلغت قيمة صفقات الشراء من خلالها حوالي عشرة بلايين دولار عام 1997 ومن المتوقع ان تصل الى 426 بليوناً سنة 2002".