سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
46 ألفاً زاروا معرض تكنولوجيا المعلومات المنعقد على هامشها . ندوة "المعلوماتية في التعليم العالي والبحث العلمي" درست الارتقاء بالتعليم وتوحيد المصطلحات المعربة
"هل نعد خريجي الجامعات لنقل التقنية أم لاستعمالها فقط؟ وهل سيفوتنا قطار التكنولوجيا مجدداً؟ وما هي قدرة طلاب الجامعات على تقبل المعلوماتية؟". كانت هذه الأسئلة محور ندوة "المعلوماتية في البحث العلمي والتعليم العالي" التي نظمتها "الجمعية العلمية المعلوماتية" في دمشق بين 25 الشهر الماضي و30 منه. وقال عضو الجمعية الدكتور سامي الخيمي ان "القطار فاتنا في بعض المجالات إلا في حال وقعت كارثة ما في الغرب تعيده الى الوراء لنتقدم نحن". لكنه زاد: "علينا أن لا نتركه يفوتنا مجدداً بل ان نرتقي بخريجينا الى الحد الأدنى والا يغيب عن ذهننا أننا نريد نقل هذه التقنية". كان لافتاً في الندوة الصراحة والانفتاح اللذان سادا في حوارات استمرت في 15 جلسة قدم فيها 47 باحثاً من سورية والدول العربية والأجنبية محاضرات ركزت على تحليل قدرات وامكانات الدارسين وتحديد مطالبهم وتسليط الضوء على الواقع الحالي للمراكز التي تدرس المعلوماتية كاختصاص رئيسي والعقبات التي تواجهها في هذا المجال، وسبل الوصول الى مقترحات لتحقيق الدعم لرفع سوية التدريس، في ضوء وجود عقبات أساسية هي قلة الكوادر البشرية المختصة في هذا المجال وقلة الاعتمادات المالية المخصصة لتوسيع الشبكة الحاسوبية وضعف الخطط الدراسية والمناهج التعليمية وكذلك قلة ايفاد الهيئة التدريسية في مجال المعلوماتية الى الخارج للاطلاع والتطوير. وكان الرئيس حافظ الأسد أصدر العام الماضي مرسوماً رئاسياً بتدريس المعلوماتية في الجامعات السورية. ويرأس نجله الدكتور بشار "الجمعية المعلوماتية" التي تقيم سنوياً معرضاً وندوة حول قطاعات معينة في الدولة. واختلف تنظيم هذه الندوة عن سابقاتها لجهة التركيز على معالجة قطاع واحد. وقال عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية الدكتور بشير المنجد "ان معالجة قطاع واحد أتاحت الفرصة للدخول في العمق بشكل أكبر". وقدم المشاركون لمحة حول تجارب بلادهم في هذا القطاع. ووجد الدكتور عماد الصباغ من جامعة قطر صعوبة في فهم بعض المصطلحات التي يستخدمها السوريون في مجال المعلوماتية وذلك لاختلاف التعريب بين سورية وبقية الدول العربية. فقال: "ان استخدام خطأ شائع أفضل من مصطلح صحيح غير مفهوم". غير أنه وصف مستقبل سورية المعلوماتي "بالبراق والمشرق نظراً الى الاهتمام الجدي والشديد في هذا المجال". ودعا الى "اقتباس أحدث المناهج الدراسية في المعلوماتية ومواكبة تطورها السريع". في المقابل قال الدكتور الخيمي: "ليس هناك خطأ شائع في مصطلحات المعلوماتية المعربة لأنها أساساً غير شائعة لعدم تعليم هذه المواد باللغة العربية في معظم جامعاتنا" السورية. وزاد ان تعريب مصطلحات المعلوماتية في سورية قديم لأن التعليم في سورية يتم باللغة العربية في وقت اعتمدت دول الخليج "المصطلحات القادمة من شركات المعلوماتية وهو تعريب غير مدروس ولم يضعه أكاديميون". وبعدما أكد ان "المصطلح السوري ليس غريباً" الى الدرجة التي ذكرها الدكتور الصباغ، قال ان الجمعية المعلوماتية "تقوم بالتنسيق مع مراكز المواصفات العربي لتوحيد المصطلحات وتقريبها من خلال معالجة اللغة العربية في الحاسوب". وأشار مدير مركز الكمبيوتر في جامعة الينوي في شيكاغو الدكتور احمد قاسم "ان اهتمام الدكتور بشار الأسد رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية يزيد من امكان احداث تطور كبير في هذا المجال" مؤكداً ضرورة الاستفادة من هذا الدعم الكبير الذي يقدمه الدكتور بشار للمعلوماتيين في سورية خصوصاً في قطاع التعليم العالي والاستفادة منه الى أبعد حد. وحرص الدكتور الأسد على حضور جميع جلسات الندوة طوال فترة انعقادها التي تمتد أكثر من ثماني ساعات يومياً. كما تابعت حضورها وزيرة التعليم العالي الدكتور صالحة سنقر التي قدمت مداخلات عدة تحدثت فيها عن أهمية المواضيع المطروحة. ومما قالته ان تجربة التعليم العالي وادخال المعلوماتية الى الجامعات السورية "لا تخلو من السلبيات على رغم الايجابيات الكثيرة فيها مثل تشجيعه على العزلة وتأثيره على البشرة". تغيير أسلوب التلقين وأشارت وزيرة التعليم العالي الى "صعوبة تغيير نمط التلقين الذي اعتاد عليه الطالب اذ أن نظام التعليم حالياً غير قادر على التغير بسرعة والتحول الى طريقة البحث والتقصي اضافة الى عدم قدرة المعلمين على اعطاء هذا النوع من الدروس ذلك ان فاقد الشيء لا يعطيه". وأوضحت المداخلات الأخرى أهمية تحديد الهدف المطلوب من خريجي الجامعات في اطار دراسة الواقع الحالي وحاجة السوق المحلية والعربية في هذا المجال. وبعد مناقشات استمرت اسبوعاً، خلص الباحثون الى توصيات عدة أكدت ضرورة القيام بمجموعة من الاجراءات الفورية منها اصدار التشريعات اللازمة لتمكين الكليات من تغيير مناهجها بالسرعة المناسبة وتطويرها، اضافة الى المطالبة بربط معاهد البحوث العلمية والجامعات بشبكة معلوماتية واحدة وربط جميع مخابر البحوث والاقسام بالانترنت. من جهة أخرى وصل عدد زوار "معرض تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" شام 98 المرافق للندوة الى 46 ألف زائر زاروا أجنحة لنحو 110 جهات من القطاع العام والخاص ومن جهات عربية ودولية على مساحة 11 ألف متر مربع. وتميز جناح "المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية" ب "مقهى الانترنت" الذي أتاح الفرصة للزوار بالدخول الى شبكة الانترنت مباشرة والاتصال بالمواقع المحلية والدولية وكذلك خدمة البريد الالكتروني. وقدم جناح وزارة السياحة على شبكة الانترنت بنك معلومات سياحية عن تاريخ سورية القديم والمعاصر اضافة الى معلومات سياحية وخدمية.