قدم رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد مشروع قرار الى مجلس الوزراء يقضي بسحب الجنسية التركية من النائبة مروة قاوقجي، تمهيداً لتقديمها لإسقاط حقها في عضوية البرلمان، ونفيها الى الخارج. وقال حزب "الفضيلة" الذي تنتمي اليه قاوقجي ان أجاويد لن يستطيع تنفيذ تهديداته. أما النائبة فتعيش أوضاعاً نفسية صعبة، خصوصاً ان طفليها يتعرضان لمضايقات زملائهما في المدرسة الابتدائية في انقرة. نفذ رئيس الوزراء بولند أجاويد تهديده بعرض مشروع سحب الجنسية التركية من النائبة مروة قاوقجي على مجلس الوزراء لتوقيعه. واستند الى ان قاوقجي لم تستأذن وزارة الداخلية التركية قبل حصولها على الجنسية الاميركية، وعلى مجلس الوزراء إصدار قراره بأقصى سرعة ممكنة ليحيله الى لجنة الانتخابات العليا لتجريدها من جنسيتها واسقاط عضويتها البرلمانية ثم نفيها خارج تركيا. وجاءت خطوة أجاويد هذه بعدما تأخرت اللجنة الانتخابية باتخاذ قرار في شأن قاوقجي بعد ثبوت حصولها على الجنسية الاميركية، اذ صرح نائب رئيس اللجنة أن الأدلة التي لديه غير كافية، وان اللجنة ستأخذ وقتها للتأكد بالطرق القانونية من ذلك، اذ لا يجوز تجاوز العرف المتبع في مثل هذه القضايا. وهي النقطة نفسها التي ركز عليها نيغزات يالشن طاش، نائب حزب "الفضيلة" في تصريح الى "الحياة" حيث اكد ان حزبه سيبدأ حرباً قانونية طويلة ضد مساعي رئيس الوزراء التي وصفها بأنها غير قانونية، مشيراً الى ان اجراءات سحب جنسية أي مواطن تستغرق شهوراً وسنوات، و"يحاول السيد أجاويد ان يتجاوز ذلك مستغلاً من جديد منصبه السياسي لتجاوز القانون والحقوق العامة". واتهم يالتش طاش رئيس الوزراء بتعطيل سياسة الدولة في حض المواطنين على الحصول على جنسية أجنبية، خصوصاً الاتراك المقيمين في المانيا، بهدف خدمة مصالح حزبه في صراعه مع "الفضيلة"، واستدرك قائلاً: "إن مساعي أجاويد هذه سيكون لها انعكاسات سلبية على تركيا في الخارج لأنها ستعطي الفرصة للحكومة الالمانية كي تعطل منح حوالى 200 ألف تركي الجنسية". ورفض يالتشن طاش الادعاءات بأن سحب الجنسية من قاوقجي يعطي الفرصة ل"الفضيلة" لكي يتخلص من "ورطة" الحجاب بطريقة طبيعية، وقد يُسقط عنه القضية المرفوعة ضده في المحكمة الدستورية العليا، اذا اكد ان حزبه لن يساوم على مستقبل نائبته، واستدرك ان "الفضيلة" لن يقوم - على الأقل في الوقت القريب - بأي رد فعل عملي قوي قد يُفسر في غير مصلحة الحزب. وأشار مقربون من قاوقجي الى انها تعيش في وضع نفسي صعب بعد التطورات الأخيرة، ولذلك فإن والدها الذي حضر الى تركيا من أجلها، لا يفارقها لحظة، خصوصاً بعد التظاهرة التي نظمها تلاميذ وأساتذة المدرسة الابتدائية التي يذهب اليها طفليها في أنقرة، وطالبوا فيها قاوقجي بمغادرة تركيا واتهموها بالخيانة، مرددين شعار "تركيا علمانية وستبقى علمانية" واضطرت قاوقجي بعد هذه الحادثة الى عدم ارسال طفليها الى المدرسة حيث يواجهان ضغوطاً ومضايقات نفسية كبيرة من التلاميذ والمدرسين من دون ان يعرفا ما يجري حولهما.