لا يختلف اثنان على ان مستوى الدوري السعودي الذي اختتم قبل ايام قليلة واسفر عن فوز الاتحاد باللقب، تراجع كثيراً عما كان عليه في المواسم الاخيرة، لدرجة ان بعض الآراء توقف ولاول مرة امام مسمى "اقوى دوري عربي" الذي اطلقه عليه عشاقه منذ مواسم عدة، وتساءل: "هل ما قدمته الاندية هذا الموسم يجعل منه الاقوى عربياً بالفعل"؟ الاثارة التي كانت تصل احياناً الى حد الاشتعال غابت... ومعها غابت الجماهير ايضاً معلنة رأيها في المستوى بوضوح... اما المتهم الاول من هذه الزاوية فهو تزايد سرعة توالي المباريات نتيجة البرنامج المضغوط الذي اضطرت اليه لجنة المسابقات مع تعدد المسابقات المحلية وكثرة المشاركات الخارجية. وربما كان هذا التراجع الواضح في المستوى وراء التحرك السريع لاتحاد الكرة الذي وضع نظام الاحتراف تحت التقويم، ليس بهدف التراجع عنه بل بهدف التطوير والحفاظ على لقب تعتز به المسابقة كثيراً. وفي محاولة سريعة للالمام بكل ابعاد القضية وتفاصيلها التقت "الحياة" مجموعة تمثل كل عناصر اللعبة ادارياً وفنياً وتنظيمياً، فظهرت جملة اسباب تقف بلا شك وراء تراجع المستوى... وشملت الشكوى ضغط برنامج الدوري ونظام الاحتراف وتعدد المشاركات الخارجية والغياب الجماهيري وانتشار ظاهرة اقالة المدربين... اما الاقتراحات فوصل بعضها الى حد المطالبة بالغاء كأس الاتحاد السعودي!... وهنا بعض من هذه الآراء: الضغط ... سبب رئيسي بدأنا باقدم رئىس ناد في السعودية وهو صالح الواصل، الذي يترأس مجلس ادارة نادي النجمة منذ 35عاماً، فقال: "سبب تراجع مستوى عروض الدوري يعود الى عامل رئيسي هو ضغط جدول المباريات، لان كل فريق يلعب مباراتين اسبوعياً، ما ادى الى اصابة اللاعبين بالارهاق، وانعكس سلباً على الأداء... اتحدث عن النجمة بالذات، كمثال، فالفريق لم يظهر بادائه وشكله المعهودين للسبب الآنف الذكر، ولم يكن امام المدرب الوقت الكافي لعلاج الاخطاء فتقهقر الفريق الى مركز متأخر في الترتيب بعد ان كان في الموسم الماضي بين فرق المربع الذهبي". اصابات النجوم ويتحدث قائد فريق الاتفاق عمر باخشوين بإسم اللاعبين: "اذا كانت الاسباب عديدة فيأتي في مقدمها ضغط برنامج الدوري، حيث نتجت عنه سلبيات عديدة ابرزها كثرة اصابات اللاعبين بسبب الارهاق، خصوصاً النجوم منهم الذين يشاركون في كل المباريات... وادى ذلك بالتالي الى عزوف الجماهير عن الحضور فانعكس سلباً على اداء من في الملعب وحدّ من حماسهم، اضافة الى ان اقالات كثير من الاندية لاجهزتها الفنية افرزت نوعاً من عدم الاستقرار الذي اضر بالفرق وانعكس على العروض فاهتزت في ظل حذر المدرب الجديد وخوفه من الاقالة وارتباكه عند وضع التشكيلة التي يحاول فيها احياناً ارضاء الادارة، ثم تأتي النتيجة عكسية في ظل غياب الانسجام بين اللاعبين... كذلك واجهت ادارات بعض الاندية مشكلات عدة منذ بداية الموسم، وفي الاتفاق تحديداً عانت الادارة من عزوف اعضاء الشرف عن الدعم المالي ما حال دون التعاقد مع لاعبين اجانب على مستوى عال خلافاً لما حدث في المواسم السابقة". تعدد المشاركات اما مساعد مدرب الاتحاد عبدالله غراب فاشار الى ان مسألة تعدد مشاركات فرق الدوري في بطولات عربية وقارية حال دون ظهورها بالشكل الجيد على الصعيد المحلي، والقى بظلاله على المستوى العام. واضاف: "لكن يجب الا نبالغ في الصورة بشأن المستوى، فاذا كانت هناك عروض دون المستوى، فيجب ألا نغفل ان هناك مباريات عديدة لم تخل من المتعة والاثارة". الاقسى ... وليس الاقوى وللاعلام الرياضي في القضية آراء وآراء... واحد منها عبر عنه الناقد الرياضي هلال الطويرقي بصراحة، فلخص اسباب التراجع في ثلاثة محاور: "ضغط الدوري، ونظام الاحتراف، وتعدد مشاركات الاندية... ونبدأ بضغط الدوري الذي جعلنا نطلق لقبا بديلاً على الدوري السعودي هو "الاقسى" عربياً وليس "الاقوى"!... لان ما حدث كان استنزافاً لجهود ادارات الاندية ولاعبيها ومدربيها اضافة لما خلفه من ارهاق واصابات وخلل انعكس سلبا على اداء اللاعبين جميعهم". واضاف الطويرقي:"اما نظام الاحتراف، فالخلل لا يكمن فيه بل في تطبيقه بالشكل السليم سواء من قبل ادارات الاندية او اللاعبين، ولا اغفل ما يخلفه تعدد مشاركات الاندية الخارجية من سلبيات تؤثر على العروض". واقترح الطويرقي على اتحاد كرة القدم اعطاء ميزة لمتصدر المرحلة التمهيدية من المسابقة حتى تتواصل الاثارة الى النهاية "لان اطراف المربع الذهبي عندما يضمنون مواقعهم في المربع لا يسعون الى تحقيق مركز متقدم لان الفرق الاربعة تتساوى في النهاية من دون ميزة للمتفوق، واتمنى أن يعطى الفريق المتصدر مثلاً ميزة اللعب في نهائي كأس الملك عبدالعزيز مباشرة كنوع من التكريم وبالتالي سيعود الامر ايجابياً على سخونة الدوري حتى نهايته". وتساءل أخيراً "اذا كانت كأس الاتحاد ساهمت في ضغط الدوري، فلماذا لا يتم الغاؤها"؟ الموسم الجديد ونختم الرصد واستطلاع الآراء مع الامين العام للاتحاد السعودي عبدالرحمن الدهام الذي قال: "لم يكن خافياً على الاتحاد من البداية نتائج ضغط مباريات الدوري... والكل يطالبنا باعداد برنامج زمني مبكر نراعي فيه المشاركات المتعددة للفرق، ومن دون ضغط، واستفدنا من تلك الآراء في وضع برنامج زمني دقيق للموسم المقبل يتلافى قدرالمستطاع سلبيات هذا الموسم واهمها مسألة "الضغط" الذي تسبب في شكوى الكثيرين، بالرغم من الصعوبات العديدة التي واجهتنا وعلى رأسها ان الاتحادين العربي والآسيوي لم يضعا بعد برامج مسابقاتهما للموسم المقبل".