تميزت الحملات الانتخابية في إسرائيل استعداداً ليوم السابع عشر من الشهر الجاري بحدة نادرة تبودلت فيها أقذع الاتهامات والشتائم بين مختلف الفصائل الايديولوجية والعرقية والدينية، فيما أفاد استطلاع للرأي عن تقدم قياسي لمرشح المعارضة العمالية الإسرائيلية ايهود باراك على رئيس الحكومة اليميني بنيامين نتانياهو. وفي مقابل ارتفاع حمى الحملات، رأى المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك أنه لا ينبغي ربط مصير المنطقة بالانتخابات الإسرائيلية. القدسالمحتلة، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - على رغم أن الحملة الانتخابية في إسرائيل اقتربت من نهايتها، فإن الحقد بين المتنافسين لا يزال على أشده وتبادل الشتائم لم يتوقف. ولم يعد أحد يفاجأ بتعابير مثل "اوباش" و"عنصري" و"معادٍ للسامية" و"خائن" وحتى "نازي". وكل ذلك من دون أي قلق على مستقبل التعايش بين هذه "القبائل" بعد انتهاء الانتخابات. وأعلنت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو تولى شخصياً الثلثاء إدارة حملته الانتخابية بسبب النتائج السيئة التي حققها في استطلاعات الرأي. وسيعمد نتانياهو إلى ان يختار بنفسه الوقفات الاعلانية التي تبث باسم حزب ليكود كل مساء على التلفزيون قبل ايام من الدورة الأولى للانتخابات في 17 أيار مايو. وأضاف التلفزيون ان نتانياهو استبعد أيضاً وزيرة الاتصالات ليمور ليفنات التي كانت مكلفة تنسيق حملته الانتخابية. وقرر رئيس الوزراء استخدام فيلم مصور يظهر وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون، وهو جنرال سابق، يشيد "ببسالة وشجاعة أفعال" نتانياهو خلال تأدية خدمته العسكرية. وغيّر نتانياهو أيضاً تكتيك حملته حيث اعترف خلال الوقفات الاعلانية بأنه "ارتكب اخطاء" منذ وصوله الى السلطة، داعياً في الوقت نفسه "الذين خاب أملهم من ليكود" إلى تغيير موقفهم "للدفاع عن الأمر الأساسي: أمن اسرائيل". وأفاد استطلاع للرأي بثت نتائجه الثلثاء الشبكة الثانية للتلفزيون ان باراك سجل تقدماً قياسياً بلغ 17 نقطة على نتانياهو. وقبل ستة ايام من الانتخابات، حصل باراك على 50 في المئة من الاصوات في الدورة الثانية المقررة في الاول من حزيران يونيو فيما لم يحصل نتانياهو إلا على 33 في المئة. وبلغت نسبة المترددين 17 في المئة. وفي الدورة الاولى، حصل باراك على 44 في المئة في مقابل 35 لنتانياهو و6 في المئة لمرشح الحزب الوسطي اسحق موردخاي، و3 في المئة لعزمي بشارة أول عربي اسرائيلي يترشح لمنصب رئيس الوزراء، و3 في المئة أيضاً لزعيم جناح المتشددين بيني بيغن. وبلغت نسبة الاشخاص الذين لم يحزموا أمرهم 9 في المئة. واوضح معلق في التلفزيون ان باراك ضاعف خلال اسبوع تقدمه على نتانياهو في الدورة الاولى والثانية على السواء. وأجرت الشبكة الثانية الاستطلاع على عينة شملت 500 شخص. وفي القاهرة، قال الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس المصري حسني مبارك للشؤون السياسية إن الانتخابات الاسرائيلية هي شأن إسرائيلي داخلي، لكن لا ينبغي ربط مستقبل المنطقة بها. وأضاف الباز، خلال لقاء مع طلاب كلية الطب في جامعة الازهر في القاهرة امس، انه "لا يصح رهن مصيرنا بإرادة دولة لا يتجاوز تعدادها 8،5 مليون نسمة بغض النظر عن ما لديها من قوة عسكرية ونووية أو انها كانت قادرة في وقت ما على احتلال اجزاء من الاراضي العربية". ولاحظ الباز "ان هناك حدوداً لما يستطيع ان يفعله الاسرائيليون في الوقت الراهن على رغم انهم يوجهون الولاياتالمتحدة الاميركية كما يريدون". واضاف: "ان في اسرائيل اليوم قلة لا تزال تنادي بامتداد الدولة العبرية من النيل الى الفرات"، مشيراً إلى أن "الاسرائيليين يعرفون جيداً ان لا مستقبل لدولتهم إن لم تقبل مصر ببقائها". وأكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ارضه واعلانها في الوقت الذين يرونه مناسباً من دون الرجوع في ذلك الى أي جهة.