تنفرد دولة البحرين عن سائر شقيقاتها الخليجيات بتمثيل قنصلي لها في مدينة مونتريال المقاطعة الفرانكفونية في كندا والشمال الأميركي. ومع أن نشأتها تعود إلى الثمانينات، فإن اللافت في جاليتها أنها تقتصر اليوم على شريحة من الطلاب الجامعيين لا يتعدى عددهم 35 طالباً وطالبة! بدأت قنصلية البحرين عملها كملحقية ثقافية عام 1981 أصبحت منذ العام 1995 قنصلية مستقلة نظراً لوجود أعداد كبيرة آنذاك من الطلاب والطالبات حوالى 300 جامعي كانوا موزعين على جامعتي كونكورديا وماغيل في مونتريال، وتابعوا تحصيلهم الأكاديمي في الاختصاصات العلمية والطبية والهندسية، وهذه المجموعة كانت قد أنهت دراساتها وعادت إلى البحرين. ويوضح قنصل البحرين عادل عبدالرحمن التقي الدوافع الحقيقية لايفاد البعثات الطلابية إلى كندا وبعض الجامعات الأميركية فيقول إن هؤلاء كانوا في فترة الأحداث اللبنانية يتابعون دراساتهم في الجامعة الأميركية في بيروت وارتأت حكومة البحرين آنذاك نقل بعضهم إلى كندا والبعض الآخر إلى أميركا جامعة تكساس، وألمح إلى أن التوجه الرسمي في البحرين ينحصر في توزيع الطلاب في الشمال الأميركي نتيجة لاعتبارات سياسية واجتماعية وثقافية وتتولاه "الجمعية البحرينية الأميركية". من جهة أخرى، يسود اعتقاد كبير لدى المسؤولين وأولياء الطلاب أن كندا بالذات تتمتع بسمعة طيبة وأمن اجتماعي كما أن جامعاتها تمتاز بمستوى علمي وأكاديمي رفيع. يشار إلى ان الطلاب الموجودين في الجامعات الكندية أو الأميركية يتابعون دراساتهم العليا على نفقاتهم الخاصة، وان بعضهم مرسل من قبل "قوة دفاع البحرين" للتخصص في مجال الطب طب عام، طب العظام، طب الأطفال والأمراض الداخلية، وحين ينهي هؤلاء دراساتهم الجامعية يعودون جميعهم إلى البحرين كما كان شأن أسلافهم من قبل. وخلافاً لأبناء الجاليات العربية الأخرى الذين يمكنهم الاحتفاظ بجنسيتهم الوطنية مع حصولهم على الجنسية الكندية، فإن البحرينيين لا يتمتعون بحق حيازة الجنسيتين معاً، إذ أن القانون البحريني يلزمهم بجنسية واحدة، إما الجنسية الوطنية وإما جنسية أخرى، ذلك ان البحرين هي بحاجة ماسة إلى جهود كل أبنائها وليس من دافع أساسي يرغمهم على الهجرة فقر، حاجة، بطالة. ويبدو واضحاً ان القنصلية البحرينية ترعى باهتمام كلي كل ما يتعلق بشؤون الطلبة ونشاطاتهم الثقافية، ولا غرو في ذلك، فالقنصلية وجدت لخدمتهم والاشراف على رعايتهم ذلك ان الناحية الثقافية، كما يذكر القنصل، هي الأساس وتتطور دائماً وفق المستجدات العلمية ومتطلبات المجتمع في البحرين. لذا سعت القنصلية بالتعاون مع الطلاب إلى تحضير مشروع ثقافي فني كبير تضمن معرضاً للفنون التشكيلية في مونتريال، حيث تجلى فيه أبرز الصور الحضارية العريقة في البحرين. وعلاوة على ذلك، يعد طلاب البحرين مشروعاً فنياً يمثل التراث البحريني القديم والمعاصر ويهيئون له كافة ما يحتاجه من ملصقات ومنشورات وصور دلالة على ما أنجزته البحرين من قفزات حضارية على مستوى التنمية والتحديث والعصرنة.