القدس المحتلة - أ ف ب - تضاعفت علامات الارتباك في معسكر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس في وقت دخلت فيه الحملة الانتخابية الاسرائيلية اسبوعها الاخير. وحسب الصحف الصادرة أمس فإن الخلافات تتكثف داخل قيادة "ليكود"، الحزب اليميني الذي يرأسه نتانياهو حيث يستعد عدد من المسؤولين لمواجهة هزيمة محتملة. وأفادت صحيفة "هآرتس" ان نتانياهو يعتزم استبعاد مديرة حملة "ليكود"، وزيرة الاتصالات ليمور ليفنات، آخذاً عليها القيام بعدد من "التسريبات" الى الصحافة في شأن حصول تجاذبات داخل الحزب. وحسب استطلاعات الرأي الاخيرة التي نشرت عشية نهاية الاسبوع الحالي، فإن المرشح العمالي ايهود باراك يتقدم على نتانياهو بمعدل يتراوح بين 6 الى 12 نقطة في الدورة الثانية من الانتخابات المتوقعة في 1 حزيران يونيو المقبل. واقر افيف بوشنسكي الناطق باسم نتانياهو ان "الحملة ليست افضل حملة في العالم"، نافياً في الوقت نفسه ان تكون ليفنات مستهدفة. وقال: "انه ليس خطأها". وفي علامة اخرى على حصول بلبلة في صفوف "ليكود"، بقي اثنان من قادة الحزب وهما وزير الخارجية ارييل شارون ورئيس بلدية القدس ايهود اولمرت، بعيدين بشكل علني عن الحملة الانتخابية كما وكأنهما ينأيان بنفسيهما عن هزيمة يتوقعانها. وأشارت الصحافة الى انشقاق عدد من المسؤولين المحليين في "ليكود". وافادت "معاريف" ان مسؤول الحزب في منطقة تل ابيب بينتزي موردوف انتقل بشكل كامل الى معسكر حزب العمل. من جهتها، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان مسؤول "ليكود" في مدينة نتيفوت، معقل اليمين في جنوب البلاد، قطع علاقاته مع نتانياهو متهما اياه برفع نسبة البطالة. ويبقى امام نتانياهو القليل من الوقت لتبديل الاتجاهات، وهو ما يحاول القيام به عبر تعمد تشديد الحملة الانتخابية. وتحت شعار مكافحة الارهاب، قدم نتانياهو نفسه كضامن للأمن، وخلافاً لرأي ليفنات، بث على التلفزيون مشاهد من العمليات الانتحارية عام 1996 حين كان حزب العمل يتولى السلطة. وكان مخططه الاستفادة من موجة الذعر التي ادت الى فوزه في الانتخابات الماضية عام 1996 مقابل منافسه رئيس الوزراء في ذلك الحين شمعون بيريز. واثار نتانياهو ايضا التوترات العرقية عبر قيامه ببث شريط فيديو ملفقا لتحميل باراك مسؤولية اقوال كوميدية موالية لحزب العمل كانت سخرت من ناخبي "ليكود" ووصفتهم بانهم "رعاع". وفي الاطار نفسه، عمد الى اظهار ترجمة روسية لسيرة باراك الذاتية، مزورة على ما يبدو، لاتهامه بالسعي الى "اعادة تقسيم القدس". وآخر ضربة لاقناع الناخبين المترددين الذين يشكلون نسبة 10 في المئة كانت اقتراحه امس الحصول على قروض خاصة بقيمة 125 مليون دولار لتعزيز قبضة اسرائيل على القطاع الشرقي المحتل من القدسالشرقية. وطلب ايضا المبلغ نفسه لقطاع الصحة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان وزير المال مئير شتريت من "ليكود" تلقى هذه المطالب ببرودة شديدة. ووسط ذلك، سعى نتانياهو امس الى استقطاب اصوات الناخبين من اصل روسي خلال تجمع في ذكرى الهدنة بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945. وقال امام المحاربين القدامى من الجيش الاحمر: "لقد انقذتم البشرية والشعب اليهودي". لكن باراك الذي يستفيد من صورته كرئيس سابق لهيئة الاركان والحائز على عدد من الاوسمة، تجاوزه في هذه المسألة عبر الاعلان انه في حال وصوله الى السلطة فإنه سيجعل الثامن من ايار مايو ذكرى اعلان الهدنة في اوروبا عام 1945 عطلة وطنية.