قررت القيادة العسكرية الأميركية تعزيز القوة الهجومية للأطلسي بأربع وعشرين طائرة هليكوبتر من طراز "اباتشي" التي تعتبر السلاح الأميركي الأول المخصص لضرب المدرعات والآليات ووسائط النقل وبطاريات مدفعية الميدان الثقيلة. كما قررت تعزيز القوة الهجومية براجمات صواريخ متعددة الفوهات من طراز "MRLS" الذي يستطيع اطلاق 36 صاروخاً الى مدى 40 ميلا. ويحمل كل صاروخ 900 قنبلة انشطارية ضد الأفراد وتجمعات القوات. وهو سلاح صدمة فتاك أثبت فعاليته ضد قوات الحرس الجمهوري العراقية في مناطق خور الزبير والبصرة ابان معارك عاصفة الصحراء. وكان الوضع العسكري في مسرح العمليات في اقليم كوسوفو تعقد بعدما بدأ بعض أعضاء الكونغرس الأميركي والناشطين في مجال حقوق الانسان يوجهون نقداً مريراً لصانعي القرار السياسي والعسكري، معربين عن اعتقادهم أن الضربات الاستراتيجية التي نفذتها قوات الحلف باستخدام الصواريخ الجوالة من طراز "توما هوك" والقاذفات الاستراتيجية الثقيلة المتسللة من طراز "بي 52" وطائرات التفوق الجوي، لم ترغم الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على التراجع عن خطط التطهير العرقي وسياسة الأرض المحروقة والافراغ في كوسوفو التي ازدادت وتيرتها بعدما بدأ الأطلسي ضرباته العسكرية ضد يوغوسلافيا قبل اسبوعين، إذ بلغ عدد النازحين من الألبان رقماً أقعد منظمات العمل الانساني الشحيحة الموارد في كل من البانيا ومقدونيا وجمهورية الجبل الأسود. وتعتبر هليكوبتر "اباتشي" التي تستطيع حمل 16 صاروخاً من طراز "هيل فاير" نيران الجحيم ومدافع 30 ملم ذات الذخائر الحارقة والخارقة للدروع، السلاح الأكثر فاعلية ضد المدرعات وعربات القتال المصفحة وبطاريات المدفعية الثابتة أو ذاتية الحركة. اذ يمكن لصاروخ "هيل فاير" الموجه اصابة أي هدف اصابة قاتلة من على بعد ثلاثة أميال دون أن تتعرض الطائرة أو طاقمها لنيران الأسلحة المضادة، لقدرتها على التخفي خلف الأشجار والتلال والطيران المنخفض جداً، اضافة الى قدرتها على العمليات الليلية وفي الأحوال الجوية الصعبة بفضل الأجهزة البصرية والملاحية المتطورة المزودة بها. ومن المتوقع في ظل الضغوط النفسية وعامل الوقت ان تلجأ قيادة الحلف الى خطة مركبة تقوم فيها طائرات التفوق الجوي والصواريخ الجوالة التي بدأ مخزونها ينضب بضرب العمق الصربي داخل يوغوسلافيا لشل المداد ومراكز التحكم والسيطرة والتنسيق، حين يوكل الى أسراب "اباتشي" وصائدات الدبابات التقليدية من طراز "اي 10" الأميركية وطائرات "تورنادو وهاريير" و"جاكوار" البريطانية والفرنسية التعامل مع الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وبطاريات المدفعية ومراكز الشرطة المسلحة الصربية داخل اقليم كوسوفو، تمهيداً للتدخل البري متى اكتملت جاهزية قوات التدخل البري وإعدادها والتي ما زالت القيادات السياسية للحلف تتحاشى التورط في الحديث عنها.