"أنا ذاهب الى شوستربرغ". هكذا رد محام ليبي على سؤال عما سيفعل بعد تسليم عبدالباسط المقراحي والأمين فحيمة المتوقع اليوم. واسم القرية الهولندية المنسية القريبة من القاعدة الجوية الاميركية المهجورة التي سيحاكم فيها الليبيان المشتبه بهما بات يتردد كثيراً على ألسنة المسؤولين والمحامين الليبيين الذين يتعاطون مع ملف "لوكربي". وأفاد مصدر مطلع ان الليبيين جمعوا خرائط ومعلومات عن القرية التي يجهلون كل شيء عنها بعدما تبلور الاتفاق على تسليم المشتبه بهما مع الوسطاء السعوديين والافريقيين الجنوبيين. وأضاف ان فريقاً ليبياً سمح له بزيارة القرية والاطلاع على ظروف اقامة اعضاء طاقم الدفاع وأسر المشتبه بهما، الا ان مصادر اخرى لم تؤكد هذه المعلومات. وقال محام ليبي من اعضاء هيئة الدفاع ل"الحياة" مازحاً: "شعرنا بالارتياح عندما علمنا ان شوستربرغ كانت تستقطب المواطنين الهولنديين المعارضين للحرب والمحتجين على وجود قواعد اميركية في بلدهم، فهذا في الأقل قاسم مشترك بيننا". الا ان مصادر ليبية اوضحت ان لدى المسؤولين مخاوف حقيقية من كون القاعدة التي تعتزم السلطات البريطانية محاكمة المقراحي وفحيمة داخلها ما زال قسم منها يستخدمه سلاح الجو الهولندي الذي يرتبط مع الجيش الاميركي بعلاقات تنسيق عضوية. يذكر ان هولندا تنازلت على قسم من القاعدة القديمة "كامب زيست" لبريطانيا خصيصاً لاجراء المحاكمة طبقاً للقانون الاسكتلندي. وفي معلومات مصادر قضائية ليبية ان اجراءات المحاكمة ستستغرق وقتاً ليس فقط في تبادل ملفات القضية بين الطرفين الرئيسيين المعنيين ودرس اوراقها، وانما كذلك في ترتيبات اقامة المشتبه بهما واتصالاتهما مع المحامين لإعداد الدفاع وظروف زيارة ذويهما لهما في مكان الاعتقال.