يحتفل متحف "اللوفر" في باريس بمرور عشر سنوات على بناء الهرم الزجاجي في ساحته التاريخية، وينظم من اجل ذلك تظاهرات عدة، منها: زيارة مجانية للمتحف ليلاً مساء السبت في 17 نيسان ابريل الجاري، من الساعة السادسة حتى منتصف الليل حيث سيكون أمناء المتحف حاضرين لاستقبال الزائرين والمهتمين. كما اختار العاملون في المتحف مئة تحفة تعجبهم وكتبوا نصاً صغيراً يفسرون فيه اختيارهم، وهذه النصوص ستصدر في كاتالوغ يوزع مجاناً عند المدخل، أما القطع المنتقاة فيشار اليها بعلامة حمراء. وفي 7 و14 نيسان، بين الساعة السادسة والتاسعة، سيقوم 150 طالباً في تاريخ الفن بالإجابة عن اسئلة الزائرين ومساعدة الراغبين ان يفهموا التحف على اختلافها، في حين ينظم ستة مهندسين معماريين زيارات خاصة للتعرف على تاريخ هذا المبنى المدهش الذي يخضع لتحولات عدة منذ ثمانية قرون. وسيقدم "اوديتوريوم اللوفر" الذي يحتفل ايضاً بعيده العاشر حفلات موسيقية وأفلاماً وقراءات شعرية. وبفضل تعاون مع شركة طيران "اير ليبيرتيه" التي تؤمن بطاقات السفر، سيتمكن طلاب من اكاديميات تولوز ومونبيلييه وستراسبورغ من اكتشاف "اللوفر" في الأشهر الثلاثة المقبلة. وكان "هرم" اللوفر فتح أبوابه للجمهور في 30 اذار مارس 1989 بعد ان انجزه المهندس المعماري أ.م. باي نزولاً عند رغبة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران، وذلك بعد سنوات من النقاشات الصاخبة التي ركزت على نقطة اساسية كانت التالية: هل يمكن دمج مبنى معاصر جداً في موقع تاريخي رمزي كقصر "اللوفر"؟ ويذكر ان "اللوفر"، بعد ان كان قلعة في القرن الثالث عشر في عهد فيليب اوغوست، خصص ليكون قصر ملوك فرنسا حتى الثورة وفي عام 1793 حول الى متحف لعرض المجموعات التي تم الحفاظ عليها من النهب والخراب. وعلى مدى 200 سنة وباهتمام متواصل من الملوك والحكام، خصوصاً نابليون، اغتنى "اللوفر" بالتحف واللوحات والآثار. لكن نسبة ضئيلة من هذه المجموعات كانت معروضة للجمهور، بسبب عدم توفر المساحات والصالات في حين قبع الباقي في الأقبية والصناديق ينتظر أياماً أفضل كي يخرج الى النور. وبدأ العمل في هذا الاتجاه مع انتخاب ميتران رئيساً للجمهورية. ففي عام 1981 وبعد ستة اشهر على وصوله الى السلطة، اطلق فكرة مشاريعه الكبرى وركز تحديداً على توسيع متحف "اللوفر". وطلب من رئيس وزرائه نقل وزارة المال التي كانت تحتل "جناح ريشيليو" في قصر "اللوفر" منذ 120 سنة الى مكان آخر كي يخصص هذا الجناح لاستقبال التحف والآثار. وانطلاقاً من هذا القرار، بدأت أكبر ورشة عرفتها العاصمة الفرنسية والتي لم تنته بعد. وكانت بداية المشروع الضخم شهدت بناء "الهرم" الزجاجي في ساحة نابليون الذي أصبح يشكل المدخل الرئيسي للمتحف. بعد مرور عشر سنوات على افتتاحه، تحول "الهرم" الذي يصل ارتفاعه الى 21 متراً الى اكثر الأمكنة شعبية في العاصمة الفرنسية والى رمز شهير يؤكد ان الفن المعاصر يمكنه ان يتعايش مع التاريخ.