لندن، بروكسيل، باريس، روما - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أعلن الحلف الأطلسي أمس ان السحب فوق كوسوفو عرقلت الغارات الجوية على الأهداف العسكرية في يوغوسلافيا. وذكرت مصادر إعلامية في ايطاليا ان الغارات السابقة على المواقع العسكرية الصربية في بريشتينا كانت عقيمة، وفشلت في تدمير مخازن الأسلحة. ونشرت وكالة الأنباء اليوغوسلافية أمس ان الغارات على كوسوفو، أمس وأول من أمس، أسفرت عن وقوع قتيلين واصابة ستة آخرين بجروح. وأعلن الجنرال البريطاني ديفيد ويلجي ان العمليات العسكرية تركزت ليل الخميس - الجمعة على الجسور ومخازن الوقود. وذكر مسؤول عسكري ان "جيش تحرير كوسوفو لم يهزم" وأنه "يعزز صفوفه لاستئناف القتال". وقال مصدر في الأطلسي أمس ان هجمات الحلفاء لم تستطع، حتى الآن، عرقلة حملة التطهير العرقي إذ "اضطر عدد كبير من طائراتنا للعودة مساء الخميس من دون استخدام ذخيرتها". وأضاف المصدر ان الطائرات "أسقطت الكثير من القنابل خلال طلعاتها وأطلقت الكثير من صواريخ كروز" على رغم سوء الاحوال الجوية. وتابع ان طائرات الحلف تهاجم أهدافا على الارض في كوسوفو ولكن بمعدلات أقل من المأمول. وزاد مصدر آخر "نستطيع القاء الذخائر عبر السحب ولا مشكلة. لكننا لا نستطيع تصوير أفلام الفيديو التي تثبت حدوث هذا". ويأمل الحلف ان تتحسن الاحوال الجوية لتستطيع الطائرات التى تحلق على ارتفاعات منخفضة قصف المدرعات الثقيلة ووحدات الشرطة والجيش التى تطرد المدنيين من منازلهم وتحولهم الى لاجئين في الدول المجاورة. وفي روما نشرت صحيفة "لا ريبابليكا" نقلاً عن أنطونيو روسو، وهو آخر من غادر برشيتينا من الصحافيين الأجانب، ان غارات الأطلسي على مواقع الجيش الصربي في كوسوفو كانت غير فعالة. وأضاف روسو ان الصرب خبأوا الأسلحة في المستشفيات، والمؤسسات العامة. وفيما كان الأطلسي يعلن نجاح مهماته في بروكسيل، ويبث صوراً للأهداف العسكرية التي تم تدميرها، كان الصرب يتابعون عمليات التطهير العرقي المنهجية على الأرض. وكأن القصف الجوي كان يشكل لهم غطاء لممارسة طرد سكان كوسوفو الى خارج الاقليم. وفي بلغراد هزت انفجارات عنيفة جنوب جمهورية الصرب صباح أمس في اليوم العاشر من الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا، فيما استمرت موجات نزوح السكان ذوي الاصول الالبانية من اقليم كوسوفو0 وتركت بلغراد العالم يتكهن بما تعتزم عمله بثلاثة جنود اميركيين اسرتهم القوات الصربية الاربعاء. وذكرت وكالة "تانيوغ" الرسمية ان اربعة صواريخ سقطت على ثكنات عسكرية في بلدة فراني التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بلغراد. واضافت ان مدنياً قتل واصيب شقيقه في هجوم جنوب جمهورية الصرب. وقالت الوكالة ان طائرات الاطلسي قصفت اهدافاً حول بلدة كلينا المهمة في كوسوفو، ولم يعرف حجم الخسائر. وزادت: "الطائرات المعادية لا تزال تحلق فوق كوسوفو". وفي باريس ذكر بيان عسكري ان اربع مقاتلات فرنسية من طراز "ميغ 2000 دي" قصفت اهدافاً يوغوسلافية مساء الخميس وعادت الى قواعدها سالمة. واستخدمت الطائرات قنابل موجهة بالليزر زنتها ألف كيلوجرام لتدمير حظائر محصنة للطائرات واهداف اخرى "صعبة".