سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التصفيح يتدرج من فئات رجال الأعمال الى الحكام . مرسيدس - بنز غارد تكشف بعض أسرار "مصفحاتها" ... الجذابة التي حصل الامبراطور هيرو هيتو على إحداها في 1935
تكاد لا تسمع صوتاً من المقعد الخلفي، بين أبنية مجمّع مرسيدس-بنز الصناعي في سيندلفينغن، قرب شتوتغارت. النوافذ الداكنة كلّها مغلقة بإحكام، ويمكن حتى إغلاق الستائر الجانبية. ينتظر الرتل بإنتظام لا تراه إلا في مواكب خاصة. نحو عشرين من أفخم السيارات، سوداء أو داكنة إجمالاً، ويقودها سائقون رياضيو البنية، يرتدون بدلات رسمية، وفي عيونهم نباهة تذكّر بالمرافقين الخاصين المدرّبين على أكثر من القيادة العادية "بقليل". تشكيلة السيارات مُلفتة: "إس كلاس" الفخمة العليا، و"جي كلاس" الرباعية الدفع، و"إي كلاس" المصنّفة "تنفيذية"، وكلّها مؤهّلة لمقاومة رصاص المسدسات أو البنادق والقنابل اليدوية ونيران كوكتيل المولوتوف. وأنت جالس في إحداها. لا تختلف المناسبة اليوم بالنسبة إليَّ كصحافي فقط، بل خصوصاً بالنسبة الى مرسيدس-بنز التي دعت، وللمرّة الأولى في تاريخها، صحافيين لزيارة قسم من مختبراتها المتخصصة في إعداد السيارات المصفّحة... منذ 1928! نعم، قبل إنهيار بورصة نيويورك بسنة واحدة، أطلقت مرسيدس-بنز أولى سياراتها المصفّحة: مرسيدس-بنز "460 نوربورغ". بعدها بسنتين فقط ولد موديل "770 كاي" الذي إستحلى الإمبراطور الياباني هيرو هيتو فئة مصفّحة منه في 1935. ومنذ تلك الأيام، أنتجت مرسيدس-بنز أكثر من 4000 سيارة مصفّحة. ومنذ 1964، أخذت الماركة الألمانية تقترح تشكيلة من تلك الموديلات المصفّحة: من "280 إس إي 5.3" صعوداً الى "600" الشهيرة، قبل إنضمام موديل "جي" الرباعي الدفع الى الخيارات القابلة للتصفيح منذ 1979. لكن لماذا تُقحم مرسيدس-بنز نفسها في سوق لا يتعدى حجمها العالمي 5000 سيارة مصفّحة سنوياً؟ لا شك في أن القطاع مُربح في الأساس، لكن تلك دوافع الصانع. أما حجج إقناع الزبون بسيارات "مرسيدس-بنز غارد" فهي ترتكز على أسس أخرى، واقعية ومقنعة، وأهمها إثنان: المتانة البنيوية المضمونة من الصانع الأساسي، وغنى الخيارات التجهيزية المتاحة. العوامل البنيوية يمكن طبعاً تصفيح السيارة في كاراجات متخصصة تتولى تفكيك معظم الألواح لتركيب الصفائح الواقية وراءها، كما تنتزع الأبواب، وألواح الزجاج لتركيب الأخرى المقوّاة مكانها، قبل إعادة التركيب من جديد. تلك هي حجة مرسيدس-بنز الأولى، وهي بنيوية. فعوضاً عن النيل من تماسك الهيكلية، تُصفّح "مرسيدس-بنز غارد" موديلاتها وهي لا تزال قيد التجميع، على خط خاص طبعاً، فتأتي البنية متماسكة من الأساس، ومن دون فوارق الهوامش التي تمكن ملاحظتها في بعض السيارات المصفّحة حِرَفياً. فعلى خط إنتاج القسم المتخصص بالتصفيح لدى صانع شتوتغارت، يُستَبَق التصفيح الداخلي لكل من الأبواب أكثر من 120 كلغ للباب، بتركيب تثقيلات فولاذية خاصة لكل منها في أثناء تركيب تلك الأبواب الممتّنة المفاصل، بحيث لا تختلف الهوامش حول تلك الأبواب عن تلك التي في أي فئة أخرى غير مصفّحة، بعد إستبدال التثقيلات بالصفائح والزجاج الخاص. هناك أيضاً نظام الثنايا المتعاقبة Labyrinthes حول أطر النوافذ والأبواب، وهي من نقاط الضعف التقليدية في السيارات المصفّحة حِرَفياً. فبحكم تعذّر تركيب الصفائح عادة في تلك المواضع الضيّقة، يسمح تركيب تلك الثنايا، في أثناء تجميع "مرسيدس-بنز غارد"، بتحويل مجرّى الرصاص عن المقصورة. ومنذ التصميم الأولي للموديلات التي ستتوافر منها فئات خاصة مصفّحة، يُدرَس الهيكل على نحو يستبق زيادات الوزن ومواضع التمتين التي ستُضاف لاحقاً. ثم هناك أيضاً التعاون بين "مرسيدس-بنز غارد" والمراجع الدولية المختصة في الشؤون الأمنية والتي تتولى التدقيق بنتائج مرسيدس-بنز غارد دورياً. العوامل التسويقية لا تقل الحجة التسويقية إقناعاً عن البنيوية. فالسيارة التي تخرج مصفّحة من مصنع مرسيدس-بنز غارد، تحظى أولاً بضمان الصانع. وفي حال إصابتها بحادث عادي، يمكن إصلاحها لدى الوكيل في معظم بلاد العالم، إلا إذا بلغت شدة الحادث حد الحاجة الى شحنها الى مصنع الشركة. ثم هناك الخيارات التسويقية التي يمكن لصانع السيارات أن يتيحها موفّقاً بين الخيارات التجهيزية للراحة والرفاهية، والأخرى الخاصة بالتصفيح في حد ذاته. ومع أن صورة السيارات المصفّحة إرتبطت تقليدياً بالحكام وكبار السياسيين أو أصحاب ومديري الشركات الضخمة، بدأ ينمو الطلب على فئات خاصة لرجال الأعمال الذين لا يهددهم خطر سياسي بالضرورة بل السرقة أو الخطف لفدية، والآخذ في النمو في بعض الأسواق أكثر من غيرها، لا سيما في أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية ومناطق "أخرى" في العالم. والفئة الموجّهة الى رجال الأعمال تحديداً مستوى تصفيح "بي 4" هي المرشّحة للنمو أكثر من سواها، بسبب الظروف العالمية من جهة، وزيادة العرض من جهة أخرى. وتبدأ أسعار الفئات المصفّحة من 180 ألف مارك 92 ألف يورو ل"إي غارد/بي 4"، ونصف مليون مارك ل"إس غارد/ بي 6/7" 255 ألف يورو، وبين 300 و470 ألف مارك 153 الى 240 ألف يورو ل"جي غارد" بي 4 الى بي 6. وفي تجربة سريعة لموديلَي "إي غارد 420" و"إس غارد 600" جيل "إس" السابق على حلبة سيندلفنغن، أظهرت السيارتان طواعية كافية للمناورة، على الرغم من ملاحظة فارق الوزن طبعاً. فالصانع يعتمد لتلك الفئات، من الأساس، أنظمة تعليق مختلفة وتمنح الهيكل قدرة أعلى لتحمّل فارق الوزن مع تمتين رؤوس المحاور والمكابح. وفي خط موازٍ، تقترح "مرسيدس-بنز غارد" أيضاً دورات تدريبية لسائقي هذه السيارات أو أصحابها، لا لتعليمهم فقط على كيفية التعامل مع السرعة وزيادة الوزن، بل أيضاً وخصوصاً لتعليمهم بعض حيَل التملّص من الظروف الخطرة. التصفيح: وقائع وأرقام يصعب تمييز سيّارات "مرسيدس-بنز غارد" عن العادية، بإستثناء بعض التفاصيل وأهمها الزجاج الذي يبدو أكثر سماكة من الزجاج العادي، مع تمويج بسيط جداً قد لا تلاحظه إلا عين خبيرة بالتصفيح. * وزن زجاج النافذة وحده 30 كلغ 70 كلغ مع نظام التشغيل، ويحظى بالتالي بمضخة كهرا-هيدروليكية في الصندوق الخلفي للمساعدة في رفعه وخفضه المحرّك الكهربائي العادي يعجز عن تحريكه. ويُذكر مروراً أن نوافذ "إس كلاس" الأربع تفتح تماماً، بينما يتعذّر في الفئات المصفّحة من "إي كلاس" فتح النافذتين الخلفيتين، بينما تفتح الأماميتان 20 سنتم، ما يكفي لتمرير بطاقة موقف السيارة مثلاً. * وزن الباب مع النافذة 120 الى 130 كلغ. يتطلّب فتحه وإغلاقه جهداً إضافياً طبعاً، لكنه ليس تعجيزياً لمن يتمتّع بصحة عادية... علماً بأن أصحاب هذه السيارات يتنقلون عادة مع مرافقين أو سائق يفتح/يغلق لهم الباب. * وزن كل من الزجاجين الأمامي والخلفي: 120 الى 140 كلغ. * الزجاج إنتاج شركة إيزوكليما الإيطالية، ويتألّف من مزيج زجاجي-بلاستيكي يمنع عبور الرصاص راجع إطار مستويات التصفيح. * تتركز الحماية على المقصورة بتصفيح الأبواب والسقف والنوافذ والأرضية، والحاجز الفاصل بين المحرّك والمقصورة في المقدّم وبينها وبين الصندوق في المؤخّر. * تتوافر عبوة إطفاء وثلاثة أجهزة رصد للحرارة، إثنان منها تحت الغطاء الأمامي والثالث قرب خزان الوقود المحمي بدوره. في حال بلوغ الحرارة 160 درجة مئوية، تنطلق عبوة الإطفاء أوتوماتيكياً، علماً بأنه يمكن أيضاً إطلاق العبوة بواسطة أي من زرّين في المقصورة يمكن لأي راكب بلوغ أحدهما. * الأسلاك الكهربائية والهيدروليكية محمية في أنبوب مصفّح وراء العتبة في أسفل البابين. عموميات مستويات التصفيح تتدرّج وسائل تصفيح السيارات في مستويات عدّة، وعموماً من "بي 4" B4 الى "بي 7" B7، علماً بأن الأخيرة هي الأكثر مقاومة وتُعَد لرؤساء الدول إجمالاً. وهنا أبرز مؤشرات المقاومة الهيكل والزجاج حسب المقاييس الأوروبية: * بي 4: تقاوم رصاص مسدس ماغنوم 44.0 مثل سميث أند وسون. * بي 5: رصاص بندقية حربية، 56.5x45 ملم مثل كولت آي آر 15/ م 16. * بي 6: رصاص بندقية حربية، حتى عيار 62.7x51 ملم مثل أ. كا. 47، كلاشنيكوف * بي6/7: رصاص بندقية هيكلر أند كوخ/"جي 3". * بي 7: كالمقاييس السابقة لكن مع مقاومة حتى الرصاص الخارق. الفئات والأوزان الصافي/الإجمالي/أقصى الحمولة الممكنة - "إي 320 بي 4": 6 أسطوانات V، 2.3 ليتر، 165 كيلوات و315 نيوتون-متر، السرعة القصوى 210 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 1990/2375/385. - "إي 430 بي 4": 8 أسطوانات V، 2.4 ليتر، 205 كيلوات و400 نيوتون-متر، السرعة القصوى 210 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 2060/2375/315. - "إي 430 بي 6": 8 أسطوانات V، 2.4 ليتر، 205 كيلوات و400 نيوتون-متر، السرعة القصوى 210 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 2670/3050/380. - "إس 500 بي 4": 8 أسطوانات V، 0.5 ليتر، 225 كيلوات و460 نيوتون-متر، السرعة القصوى 210 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 2265/2700/435. - "إس 500 بي 6/7": 8 أسطوانات V، 0.5 ليتر، 225 كيلوات و460 نيوتون-متر، السرعة القصوى 210 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 3310/3800/490. - "إس 600 بي 4": 12 أسطوانة V، 8.5 ليتر، 270 كيلوات و535 نيوتون-متر، السرعة القصوى 210 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 2425/2755/330. - "إس 600 بي 6/7": 12 أسطوانة V، 8.5 ليتر، 270 كيلوات و535 نيوتون-متر، السرعة القصوى 210 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 3380/3850/470. - "جي 500 بي 4": 8 أسطوانات V، 0.5 ليتر، 218 كيلوات و456 نيوتون-متر، السرعة القصوى 170 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 3020/3820/800. - "جي 500 بي 6": 8 أسطوانات V، 0.5 ليتر، 218 كيلوات و456 نيوتون-متر، السرعة القصوى 170 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 3400/3900/500. - "جي 500 بي 7": 8 أسطوانات V، 0.5 ليتر، 218 كيلوات و456 نيوتون-متر، السرعة القصوى 160 كلم/ساعة. الأوزان كلغ: 3650/4000/350.