بدأ المجلس المركزي الفلسطيني جلسته المكرسة لاتخاذ موقف بشأن اعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من شهر أيار مايو المقبل، بالاستماع الى ستة خيارات هي في الواقع ست صياغات لارجاء هذا الاعلان في غياب ملحوظ لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس. راجع ص 3 وعلى مدى نحو ثلاث ساعات استمع المجتمعون، وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وفي غياب ممثلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش، الى تقارير اعدتها السلطة الفلسطينية وتلاها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ووزير التخطيط والتعاون الدولي نبيل شعث وتضمنت "الخيارات" المطروحة للنقاش، وهي: اعلان الدولة وتجسيدها في الرابع من أيار، او تمديد العمل بالمرحلة الانتقالية لفترة زمنية محددة وان يتم ذلك بالتزامن مع انتهاء مفاوضات الحل النهائي، او تأجيل اعلان الدولة من دون تحديد سقف زمني، او تمديد المرحلة الانتقالية على ان يقرر المجلس المركزي واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير سقفها الزمني فيما بعد، او ابقاء المجلس المركزي في حال انعقاد دائم الى ما بعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية. والخيار الاخير هو "الاقوى" حسب تعبير رئيس المجلس المركزي سليم الزعنون ابو الأديب. واكتفى شعث بوصف جلسة "المركزي" الأولى بأنها "كانت جلسة معلومات" وذلك امام عشرات الصحافيين الذين احتشدوا امام مقر الرئاسة "المنتدى" ولم يسمح لهم حتى بتغطية الجلسة الافتتاحية او بالتحدث الى اي من المشاركين الرئيسيين في الجلسة. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان التقارير ركزت على رسالة "الضمانات" الاميركية كأساس من المحتمل ان يشكل مخرجاً لمسألة ارجاء الدولة. ولكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سارع الى قطع الطريق على الفلسطينيين ليعلن انه "كان على علم بتفاصيل الرسالة قبل ان يرسلها الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى الرئيس "عرفات"، وأشار في الوقت ذاته الى ان "معظم ما جاء في الرسالة" ورد على ألسنة المسؤولين الاميركيين في السابق، وذلك ليخفف من اهمية هذه الرسالة. وفي الوقت الذي شارك الزعيم الروحي لحركة "حماس" الاسلامية في الاجتماع بصفة مراقب، قاطعه حزب "الخلاص الاسلامي" الذي يصفه البعض بأنه الوجه الآخر السياسي لحركة "حماس". وجاء في البيان الذي اصدره الحزب لتبرير تغيبه ان المجلس المركزي "يعقد جلسته استجابة لضغوط خارجية من اجل تمديد اتفاق اوسلو" وان هذا المجلس بوضعه الحالي "لا يمثل قوى الشعب كافة". وكانت مفاجأة أمس قراراً من السلطة الفلسطينية باغلاق صحيفة "الرسالة" التي يصدرها حزب الخلاص. وربط رئيس تحرير الصحيفة غازي حمد قرار الاغلاق ب"موقف الحزب الذي قاطع اجتماع المركزي". وقال في مؤتمر صحافي "ان الاغلاق نوع من كم الافواه ولا يبشر بخير لمستقبل الحريات في الوقت الذي تتحدث السلطة عن اعلان الدولة".