يُتوقع ان يتحسن اداء "الشركة السعودية للصناعات الاساسية" سابك السنة الجارية بعد واحدة من اسوأ اعوامها المالية عام 1998 نتيجة الازمة الاقتصادية في آسيا التي تشكل اهم اسواق الشركة. وقال متعاملون في اسوق المال في الخليج ان سعر سهم "سابك" تحسن قليلا في الآونة الاخيرة بعد تراجعه الى مستويات متدنية العام الماضي. وذكر مدير "مركز بخيت للاستشارات المالية" في الرياض بشر بخيت ان سعر سهم الشركة وصل الى 130 ريالاً 34.6 دولار في نهاية الربع الاول من 1998 والى 133 ريالاً 35.4 دولار منتصف العام وهو من ادنى المستويات على الاطلاق قبل ان يرتفع الى 150 ريالاً 40 دولاراً حالياً. وقال: "ان التراجع يعود اساساً الى الازمة الاقتصادية في دول جنوب شرقي آسيا التي تستحوذ على اكثر من 50 في المئة من انتاج سابك من البتروكيماويات". وتوقع السيد بخيت ان يواصل سعر السهم تحسنه "لان هناك علامات على بدء عودة الانتعاش الى الاقتصادات الآسيوية وانتهاء الفترة السوداء اضافة الى تحسن اسعار النفط بعد اتفاق اوبك الاخير". وبعد ان سجلت مبيعات "سابك" ازدهاراً كبيراً في الاعوام السابقة، انخفضت الارباح الصافية العام الماضي الى ادنى مستوى لها منذ اكثر من 10 اعوام وتراجع سعر سهمها الى ادنى مستوياته. وبلغت نسبة التراجع في الارباح الصافية نحو 60 في المئة لتصل الى 1.76 بليون ريال سعودي 469 مليون دولار عام 1998 من نحو 4.47 بليون ريال 1.19 بليون دولار عام 1997. وقال بخيت: "كان هناك تراجع على ما يبدو في حجم المبيعات وقيمتها اذ انخفض اجمالي الايرادات بنسبة 23 في المئة الى 18.49 بليون ريال 4.93 بليون دولار من نحو 24 بليون ريال 6.4 بليون دولار". واعلنت "سابك" مزيداً من التراجع في ارباحها خلال الربع الاول من السنة الجارية اذ تراجعت الى نحو 224 مليون ريال 59.7 مليون دولار من 831 مليون ريال 221.6 مليون دولار في الربع الاول من العام الماضي. وحققت الشركة اعلى دخل عام 1995 عندما وصلت الارباح الصافية الى نحو ستة بلايين ريال 1.6 بليون دولار نتيجة ارتفاع الانتاج وتحسن الاسعار. وذكر بخيت "ان انتعاش الطلب على سهم سابك وارتفاع سعره هو مجرد وقت الآن... واعتقد ان الوقت الحاضر هو افضل وقت للشراء لان سعر السهم سيرتفع ويظهر ذلك من تصريحات المسؤولين السعوديين المتفائلة عن مستقبل اداء الشركة". وفي الامارات، قال متعاملون في الاسهم ان الطلب على اسهم "سابك" لا يزال ضعيفاً نتيجة تراجع اداء الشركة والركود العام في سوق الاسهم المحلية. واشار جمال عبدالرزاق من "مركز الشرهان للاسهم" الى ان "هناك طلباً خفيف على سهم سابك لان السوق ضعيفة بشكل عام وارباح سابك منخفضة... لكن كان هناك بعض التحسن على السعر في الفترة الاخيرة". وعلى رغم تراجع الاداء، عبرت "سابك" عن تفاؤلها في شأن المستقبل اذ اعلن رئيسها ناصر السياري ان الازمة في طريقها الى الزوال وان "سابك" ماضية في خططها لتوسيع مصانعها. وقال في تصريحات صحفية في دبي اول من امس ان اسعار البتروكيماويات سجلت تحسناً نسبياً في الايام الماضية انعكاساً للتحسن في سوق النفط. وتخطط "سابك" لرفع انتاجها من البتروكيماويات والاسمدة والحديد والصلب والالومنيوم والصناعات الهيدروكاربونية الاساسية والمنتجات الصناعية الاخرى الى اكثر من 28 مليون طن بحلول السنة 2000 من 23 مليون طن حالياً. وتملك الحكومة السعودية نسبة 70 في المئة من اسهم الشركة البالغ رأس مالها المدفوع 10 بلايين ريال 2.66 بليون دولار ما يجعلها من اكبر الشركات المساهمة في الشرق الاوسط. واظهرت التقارير المالية ل "سابك"، التي تأسست عام 1976، تراجعاً حاداً في جميع عملياتها العام الماضي اذ انخفض اجمالي الدخل بنسبة 46 في المئة الى 4.15 بليون ريال 1.1 بليون دولار من 7.84 بليون ريال 2.09 بليون دولار. وتقلص الربح الموزع الى نحو 3.47 في المئة من 5.21 في المئة والعائد على الموجودات الى 2.37 في المئة من 6.56 في المئة.