تشهد الجمعية الوطنية حملة استنفار لمواجهة أضرار القات في اليمن برئاسة الوزير السابق أحمد جابر عفيف عبر برامج ومحاضرات في المدارس والجامعات وحملة توعية واسعة تشهدها البلاد لأول مرة للحد من عادة مضغ نبات القات الذي يستبد بغالبية الشعب اليمني بعد ظهر كل يوم. والجديد في الحملة أنها تلقى دعماً رسمياً لافتاً في وسائل الإعلام الرسمية كما تركز على نشر دراسات علمية تحذر من مخاطر القات صحيّاً واجتماعياً ونفسياً ومالياً. ويقول أحمد جابر عفيف رئيس جمعية مواجهة أضرار القات: "بدأنا حملة لنشر الوعي بعد أن تعاظمت أضرار القات ووصلت الى حدود خطيرة وصارت عبئاً ثقيلاً يستنزف القدرات والامكانات ويبدد طاقة البلاد". ويقول الباحث محمد علي نعمان ان تعاطي القات بشكل مستمر وبكميات كبيرة يؤدي الى القلق النفسي والعصبي والأرق وزيادة الاحساس بعالم الخيال والبطء في التفكير. ويضيف أن المواطن اليمني ينفق أكثر من ثلاثة أرباع دخله على القات ما يعرض الأسرة للحرمان في ظل أوضاع اقتصادية صعبة. وتشير بعض الدراسات الطبية الى أن القات يؤثر على الدورة الدموية نتيجة وجود مادة الأفيدرين فيه والتي تسبب ارتفاع ضغط الدم وسرعة دقات القلب والتنفس. أما مادة الكاتين في القات فتنشط عضلات القلب وتؤدي الى انهاكها. وكان البحث الأخطر عن القات هو الذي أعلن أنه يؤدي الى سرطان الفم واللثة. وبخلاف الآثار الصحية والاجتماعية فإن جمعية مواجهة أضرار القات تحذر من آثاره الاقتصادية على الفرد والمجتمع فهو يستنزف 55 في المئة من حجم المياه الجوفية في اليمن وبسببه تقلصت زراعات البن والفواكه والخضروات نظراً للأرباح الطائلة التي يجنيها مزارعوه. الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وفي خطوة منه للمساهمة في الحملة، أعلن انه توقف عن مضغ القات نهائياً بل وبدأ يظهر بزي رياضي في بعض وسائل الإعلام وهو يمارس رياضة الغوص وغيرها من ألوان الرياضة حتى يضرب المثل في التخلي والاقلاع عن القات. غير أن اليمنيين يؤكدون أن التوقف عن مضغ القات أمر ليس سهلاً لعوامل عدة بينها أنه أحدث عادات تاريخية لا يمكن طيها بسهولة من التجمع في مجالس عربية، كما انه يحقق منافع لكبار التجار والمشايخ الذين يملكون أكبر المزارع فضلاً عن غياب وسائل ترفيه بديلة لدى اليمنيين، كما أنه أوجد مليون فرصة عمل للعاطلين عن العمل من خلال الزراعة والقطف والتسويق والتوزيع.