تعد منطقة جازان باتساع مساحتها الحدودية مع دول اليمن الشقيقة والقرن الأفريقي بوابة مهمة لدخول القات الى المملكة، وذلك عن طريق التهريب بشتى الوسائل.. وقد شكلت المواجهات العسكرية بين قواتنا الباسلة والمتسللين الحوثيين المأجورين تأثيراً إيجابياً في التصدي للمهربين عموماً على الشريط الحدودي للمنطقة «قطاع فرسان، الطوال، الخوبة»، ومن ذلك مهربو نبتة القات، حيث نجح رجال حرس الحدود و»المجاهدون» بالمنطقة من إحكام السيطرة على عمليات التهريب.. حرب الحوثيين ترفع الأسعار انعكست الكميات القلية المهربة من القات الى الداخل في ارتفاع سعره بشكل خيالي وصل الى ثلاثة أضعاف، فما كان سعره (50) ريالاً أصبح سعره في المتوسط (200) ريال وأكثر، وعجز المتعاطون "المخزنون" من ذوي الدخل المحدود عن الشراء بشكل يومي بعد أن وصلت بعض النوعيات منه الى 500 - 700 ريال للحزمة الواحدة أو مايعرف ب "الحبة" و1500 ريال "للقرف الواحد" كما يسمى في أوساط "الموالعة". ولقاء هذا الارتفاع المتزايد في الأسعار أعاد عدد من المتناولين للقات حساباتهم بعد أن خُلق لديهم إحباط نفسي في عدم مقدرتهم على الشراء بشكل يومي، لعدم السيولة التي قد تصل في المتوسط في الفترة الحالية الى (6000 ريال) في الشهر وإجبارهم على التوقف عن اكله بشكل منتظم أو بشكل نهائي. "الرياض" التقت بعدد من ذوي الدخل المحدود الذين قالوا بأن ارتفاع الأسعار كان سبباً جوهرياً في اقلاعهم عن تناوله بشكل منتظم كما كان في السابق، بل ان ذلك ربما يمتد الى الامتناع عنه مستقبلاً، كما سيكون لارتفاع الأسعار أثر سلبي على المستوى النفسي والاجتماعي بعد ان كانت جلسات "القات" تشكل لهم بمثابة جو أسري واجتماعي يتبادلون فيه الأحاديث لساعات بعيداً عن متاعب الحياة بعد قضاء يوم مليء بمتاعب وأعباء وضغوط العمل. السمات النفسية لدى "المخزنين" قدم د. طاهر محمد علي عريشي أحد أبناء المنطقة من مدينة صامطة رسالة دكتوراه في الجامعة الأمريكية الدولية بلندن بعنوان: "بعض السمات الشخصية لدى المستخدمين للقات"، وقد خلصت الرسالة الى جملة من النتائج، أهمها: أن المستخدمين للقات أكبر عمراً من غير المستخدمين، وأكثر عرضة للقلق، والاكتئاب، والفصام، والانفعال، والانطواء الاجتماعي، كما يعاني مستخدم القات من صعوبة في اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية. جمعية التوعية بأضرار القات وحرصاً من حكومتنا الرشيدة وبمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان كان لابد من مواجهة تلك الآفة والظاهرة بالجانب التوعوي، إضافة الى الجانب الأمني، وتزامناً مع ذلك وبناءً على موافقة صاحب السمو الملكي وزير الداخلية صدر أمر صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان بتأسيس جمعية للتوعية بأضرار القات تهدف الى التوعية بأضرار القات وسبل الوقاية منه ومساعدة المتضررين من تعاطيه بالطرق المناسبة معنوياً وعلاجياً بالتنسيق مع الجهات المعنية، كالمؤسسات الصحية وغيرها، والمساعدة في محاولة تأمين العمل المناسب لمن يثبت إقلاعه عن تعاطي القات في حالة عدم حصوله على مصدر دخل، كما تستعين الجمعية بذوي الاختصاص من الأكاديميين والباحثين والمهتمين في عمل الخطط والدراسات المساعدة في تنفيذ أهداف الجمعية الهادفة إلى مجتمع سليم وإنسان صحيح فعال في بناء الأسرة والمجتمع، وقد أنشئ لها موقع على الشبكة العنكبوتية يمكن زيارته على الرابط التالي www.khat.org.sa وكان آخر ما قامت به الجمعية في توعية أبناء وزوار المنطقة بأضرار القات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والصحية الحملة الوثائقية التي نفذت بشاشات العرض في الطرقات العامة بالمنطقة اعتباراً من منتصف شهر صفر 1431ه والتي ستستمر لمدة ثلاثة أشهر. جهود أمنية مكثفة بمنطقة جازان لإبادته الجانب التربوي لجامعة جازان وقد ناقشت جامعة جازان من خلال أبحاث المؤتمر العلمي الأول لطلاب وطالبات جامعة جازان في بحث علمي تربوي مدى الأثر النفسي لدى طلاب الجامعة في مضغ القات والآثار المترتبة عليه والدور العلمي والتربوي والتوعوي الذي تقوم به الجامعة تجاه المجتمع الجازاني لتوعية أبنائه المواطنين والمقيمين على حد سواء وتسليط الضوء على المخاطر المكتسبة والمرتقبة من تناول القات نفسياً وصحياً ودراسياً واقتصادياً. ومع توافر المسلمات الحالية من ندرة العرض وارتفاع سعر الطلب لهذه النبتة المحظورة التي تسعى الدولة لمكافحتها بشتى الوسائل تعد هذه الفترة هي أنسب وقت لتكثيف الجهود للتوعية بأضرار القات على كافة الأصعدة والقابلية لدى المتعاطين له للإقلاع عنه تدريجياً وصولاً الى القناعة الشخصية بعدم فائدته والتفهم لأضراره والامتناع النهائي عن تعاطيه. تهريب القات انحسر بشكل كبير