في سياق الإحتفال ب"زمن المغرب" في فرنسا وفي باريس تحديداً خلال هذه السنة خصصت "المجلة الأدبية" الفرنسية ماغازين ليترير الأدب المغربي المعاصر بملف أعدّه وقدّمه الكاتب المعطي قبّال. وضم شهادات لعدد من الكتّاب المغاربة الذين يكتبون بالعربية والفرنسية ومنهم: الطاهر بن جلّون ومحمد بنيس وعبدالكبير الخطيبي وادمون عمران المالح وبن سالم حمّيش وعبدالحق سرحان وفؤاد العروي ومحمد برّادة ومحمد شكري. وحوى الملف تحقيقاً مصوراً أنجزه جيرار روندو وحصيلته صور موحية ومعبّرة التقطها من بعض المدن المغربية. والملف يلقي ضوءاً على الحركة الأدبية المعاصرة في المغرب، في اتجاهيها العربي والفرنكوفوني ويقدّم صورة بانورامية عن القضايا والأمور التي يحفل بها الأدب المغربي من خلال شهادات الأدباء والشعراء أنفسهم. وقدّم الكاتب المعطي قبّال الملف يقول "في مخيّلة عدد من المغربيين تستدعي "فرنسا" صورة امرأة ثرية، جميلة ومتمرّدة. وعمد البعض، كي يقتربوا منها، الى الغرق في مراكب من ثروات، وآخرون طردوا قسراً على أيدي قوى الأمن الأهلي الإسباني. وفي أحايين الشدة تلك كانت فرنسا متملّقة كمثل رأس الرجاء. ولعل هذه الرغبة لم تكن لتعني خيانة للوطن وإنما بادرة عرفان بالجميل. يبقى ان المقصود هوى من طرف واحد. فالفرنسيون المشغوفون بالمغرب لا يجولون في الشوارع. هذا الموقف يتحقق بخاصة في حقل الأدب: ما خلا الطاهر بن جلّون، وبمقدار أقل إدريس شرايبي، لا يفيد الكتّاب المغربيون الآخرون الذين يكتبون بالفرنسية او الذين ترجموا اليها، لا يفيدون من اي حفاوة كبيرة في فرنسا، على العكس من بعض الكتّاب الجزائريين والمصريين. على ان الأدب المغربي، في اللغتين العربية والفرنسية هو من أثرى الآداب وأشدّها أسراً.وفي بلاد يقرأ أهلها قليلاً ولكن يروون الكثير، في الساحات العامة، في المقاهي، في المكاتب، في الباصات، في بلاد كهذه، تُهيّأ طوال النهارات قصص وحكايات - ولعل الروايات العشرين التي تطبع كل سنة تشكّل رقماً قياسياً مشرّفاً. ليست كل الروايات ذات خامة جيدة ولكن غالبية منها تدرك كيف ترتد ببراعة على المسائل اللاهبة التي يحفل بها المغرب اليوم". وهي المرة الثالثة التي تهتم فيها "المجلة الأدبية" الرائجة جداً في فرنسا والعالم الفرنكوفوني، بالأدب العربي بعد عدد خاص صدر قبل اعوام وملف عن الأدب اللبناني صدر قبل عامين. الا ان ملف الأدب المغربي بدا يمثل واقع الحركة الأدبية في المغرب من خلال الدقة في اختبار الأسماء أولاً ثم من خلال الشهادات المكتوبة.