انطلقت منذ مدة وجيزة أعمال ورشتي بناء ملعبي صيدا وطرابلس الجديدين استعداداً لاحتضان لبنان نهائيات كأس الأمم الآسيوية ال12 لكرة القدم سنة 2000، علماً ان اعمال ردم مساحة 57 دونماً من اصل المساحة الاجمالية البالغة 5،82 دونماً الخاصة بملعب صيدا قطعت شوطاً كبيراً، وكانت بدأت منذ نحو ستة اشهر. وبانتظار اعلان تأليف اللجنة العليا المنظمة، التي رفع الاتحاد اللبناني لكرة القدم اقتراحاً بشأن تشكيلتها الى مجلس الوزراء، على ان تكون برئاسة وزير التربية الوطنية والشباب والرياضة محمد يوسف بيضون، سيزور وفد من الاتحاد الآسيوي لبنان ما بين 11 و13 ايار مايو المقبل ليطّلع على اعمال البناء في صيدا وطرابلس، ويلتقي رئيس الجمهورية أميل لحود في 11 منه. وكان الاتحاد اللبناني لكرة القدم ثبّت موعد كأس "آسيا 2000" في الفترة الواقعة بين 12 و29 تشرين الاول اكتوبر، مؤكداً بشكل نهائي، ان المسابقة قائمة حكماً في لبنان، بعد الاخذ والردّ اللذين تناولا مصيرها في المدة الاخيرة، وان كانت كل الامور تبقى مرهونة بانجاز الملاعب التي طال انتظار بنائها وشكلت حجر العثرة الذي جعل استضافة لبنان مهددة، وبالتالي نقل البطولة الى الصين أو ماليزيا وارداً بقوة. وبعد تصريحات عضو الاتحادين الدولي والآسيوي القطري محمد بن همام وتساؤلاته حول الالتزام اللبناني بملف الترشيح الذي منح لبنان على أساسه حق الاستضافة والتنظيم، كان هناك من لام بن همام على اعتبار "ان الاتحاد الآسيوي يملي ارادته على لبنان بانشاء هذا الملعب هنا وعدم انشائه هناك... وان بن همام يتعرّض للبنان وسلطته الرسمية". غير ان الوقائع الميدانية تجعل ابداء المخاوف ضرورة دائمة، ومن باب الحرص، لان همّ كل اتحاد ان ينجح النشاط الذي يرعاه ويسهر على تطويره. وقد أوضح الاتحاد اللبناني حين أكد الاستضافة في موعدها انه "اذا لم يكن للاتحاد الآسيوي الحق في ابداء الرأي بمواصفات هذا الملعب أو ذاك قبولاً أو رفضاً... واذا لم يكن له ان يبدي ارتياحه أو تحفظه على التأخير في المباشرة ببناء ملاعب مرشحة لاستقبال كأس آسيا بعد سنة ونيف... واذا لم يكن للاتحاد الآسيوي ولاعضاء قيادته التنفيذية ان يفعلوا ذلك... فهل لاصحاب الاصوات النشاز افادتنا عما يختص الاتحاد الآسيوي ومعه اعضاء قيادته؟". واضاف الاتحاد ما معناه "ان ما صدر اخيراً من تعليقات على المخاوف التي أبداها الغيارى على مصلحتنا، نقل صورة بشعة وكاذبة عن قلة وفاء تجاه اصدقاء واشقاء قاتلوا لاجلنا ومعنا من اجل حصول لبنان على استضافة كأس آسيا 2000، ما جلب لهم يومها أبشع النعوت بالانحياز والعنصرية نتيجة دعمهم لبنان بعوده الطري في مواجهة دولة تملك إمكانات هائلة مثل الصين، نال لبنان شرف التنظيم ب14 صوتاً مقابل 2 للصين... ان تسجيل المخاوف والتحفظات جاء بعدما انتظر الاتحاد الآسيوي سرعة المباشرة بالبناء، اثر تجاوب وفده مع رغبات الحكومة في الاخذ في الاعتبار الظروف الراهنة التي تملي ضغط نفقات البناء، والاكتفاء بالضروري جداً فقط من المواصفات وفق المعايير والمقاييس الدولية... ثم جاءت الاجراءات التي أملت تعديل موقع ملعب طرابلس، ونقله الى موقع آخر لا يتمتع في الحقيقة بمساحة ارض كافية 46 ألف متر مربع تتيح اقامة كامل المنشآت المطلوبة للملعب الدولي... وقد أثارت هذه الوقائع والمستجدات حفيظة الاتحاد الآسيوي، فأطلق قادته مواقف تقنية ومبدئية متحفظين على دفع عملية بناء الملاعب الى حلقة جديدة من التأخير بعدما كان شهر آذار مارس الماضي موعداً محدداً سابقاً لانجاز 60 في المئة من اشغال الباطون في الملاعب، فتحول فجأة الى موعد لاعادة النظر في المخططات الهندسية برمتها. وتساءل اعضاء الاتحاد الآسيوي، ومن حقهم ان يفعلوا ذلك، عن حقيقة ما رأوه بأم العين من اعمال وحفريات في ملعب طرابلس خلال تشرين الاول اكتوبر الماضي، ولا سيما انه احد أبسط حقوق وواجبات الاتحاد الآسيوي في التحقق من سلامة الاجراءات الآيلة الى حماية أهم بطولة لديه كأس آسيا، التي تساوي لديه ومعه القارة الآسيوية مثيلاً لبطولة كأس العالم. وليس منّة من احد ان يتكرّم بالسماح للاتحاد الآسيوي ان يتخذ الاجراءات الكفيلة بحماية بطولاته الرسمية. تأكيد حكومي وموازنة متقشفة الى ذلك، كشف الاتحاد اللبناني لكرة القدم عن اتصالات مكثفة ويومية قام بها لدى اعضاء اللجنة التنفيذية الآسيوية بتوجيه من رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص والوزير محمد يوسف بيضون، تمحورت حول الاجراءات الجدية الجاري اتخاذها من جانب الحكومة لدفع عملية بناء الملاعب. وقال أمين سر الاتحاد اللبناني رهيف علامة ل"الحياة" في هذا الصدد "نستطيع التأكيد اننا نجحنا بتعاون الاشقاء العرب في اقناع قادة الاتحاد الآسيوي بتصميم لبنان الرسمي عبر السلطة الرسمية، والرياضي عبر اتحاد كرة القدم، على حماية استمرار لبنان في استضافته لكأس آسيا 2000 في موعدها المحدد...". وفي ظل ما تقدم، جاء تخصيص الحكومة مبلغ يقارب ال25 مليون دولار لبناء ملعبي صيدا وطرابلس خلال سنة واحدة... علماً ان هذا المبلغ قد لا يكفي لاتمام تأهيل الملاعب في مناطق اخرى والتي ستستخدم لتدريب الفرق ال12 التي تكون قد بلغت نهائيات كأس آسيا 2000، ما يحتم بالطبع ان تخصص مبالغ اخرى لاحقاً بحيث يأتي الامر من ضروريات إكمال الالتزام، علماً ان الحكومة طرحت العمل بسياسة التقشف في مختلف القطاعات بعد هدر كبير يحقق فيه وفي "مزاريبه"... كما ان المبلغ المخصص لم يأخذ في الاعتبار نفقات اللجنة العليا المنظمة واعداد المنتخب اللبناني، الا اذا أناطت الحكومة باتحاد كرة القدم الانفاق على المنتخب من صندوقه، كما يفعل حالياً، وهو أعرب عن استعداده لذلك. الدوري ضمن برنامج الاعداد وفي هذا الاطار، نفى اتحاد كرة القدم ما نشر وأذيع حول ترتيبات معينة تطاول الموسم المقبل، من مثل الغاء الدوري العام، وأكد ان الجهاز الفني برئاسة المصري محمود سعد يعد حالياً برنامج الاعداد للمرحلة المقبلة، ولا يزال الجميع يعتبر ان منافسات بطولتي الدوري والكأس وغيرها من المسابقات الرسمية تشكّل أفضل اعداد للمنتخب العتيد، مع لحظ مباريات اختبارية دولية عدة في الداخل والخارج، منها اللقاءات ضمن الدورتين الدوليتين المقررتين في كانون الاول ديسمبر المقبل وحزيران يونيو 2000. ومن خطوطها العريضة، ان تكون كل دورة رباعية تجمع منتخب لبنان الى منتخبات من اوروبا وأفريقيا وآسيا وتوفر الاحتكاك الفني اللازم لعناصر المنتخب، فضلاً عن احتكاك العناصر الادارية والتنظيمية التي ستوكل اليها مهام كأس "آسيا 2000"، أي انهما تجربتان ميدانيتان على غرار الدورة الدولية في فرنسا 1997التي سبقت مونديال 1998 "سيختبر في هاتين الدورتين سائق السيارة وبائع التذاكر ومنظم الدخول ومنظم الجلوس في الملاعب، المسؤولون عن تجهيزات الصوت والانارة والمعلوماتية واللوحات الالكترونية، مروراً بالحكام والعمال وجهاز العلاقات العامة... وصولاً الى رأس الهرم أي اللجنة العليا المنظمة لندرك ما انتهت اليه اجراءاتها من اكتساب لخبرة التنفيذ ميدانياً...". الشعار والتعويذة يُذكر ان شعار كأس "آسيا 2000" صممه علي بعاصيري، وهو طالب في الجامعة الاميركية، أعدّ التصميم بمثابة مشروع التخرّج، واستغرق العمل عليه سنة كاملة، ويرمز الى كلمة لبنان مستديرة على شكل كرة قدم، ورمز بحرفي اللام والألف الى عقارب الساعة التي تشير الى فترة ال45 دقيقة مدة كل شوط من المباراة وال15 دقيقة فترة الاستراحة الفاصلة. وكشف النقاب عن الشعار خلال حفل سحب قرعة تصفيات المسابقة في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وقال بعاصيري ل"الحياة" "أردت ان أشير الى القفزة النوعية التي حققها لبنان خلال الفترة الزمنية القصيرة، ونحن سندخل العالمية سنة 2000 من خلال كرة القدم، لذا كانت الاشارة الى الوقت عبر الكرة في قلب لبنان...". وحتى الآن لم يكشف عن تعويذة البطولة ماسكوت، لكن علم انها العصفور الدوري وفق طابع خاص يرمز الى قوة لاعب كرة القدم الذي يعتمد على التكنولوجيا لبرنامج اعداده الحالي.