هناك كثير من الصحافيين الذين استهواهم سحر السينما، فأصبحوا أعلاماً داخل تلك المهنة الساحرة، وأول تلك الأسماء كان السيد حسن جمعة الذي يعتبر رائد النقد السينمائي في مصر، بدأ حياته العملية مدرساً في إحدى المدارس الابتدائية في الاسكندرية، وأسهم في إنشاء مجلة "معرض السينما" سنة 1924، وبعد ذلك انتقل الى القاهرة ليعمل في مجلة "الكواكب" وأسس "جماعة النقاد السينمائيين" في سنة 1933، وظل يواصل كتاباته النقدية والسينمائية حتى وفاته في أواخر الخمسينات، وما يهمنا في مشوار السيد حسن جمعة، هو مشاركته في كتابة حوار فيلم "تيتاوونغ" مع السيد بدير وأحمد كامل مرسي وأمينة محمد، عام 1927، بل وشارك في بطولة الفيلم، إذ قام بدور أبو تيتاوونغ "أمينة محمد" وكانت هذه المرة الأولى والأخيرة التي يظهر فيها السيد حسن جمعة على شاشة السينما، ولم يشارك بعدها في كتابة أي فيلم. ومن الأسماء الأخرى أحمد جلال، الذي كان صحافياً وناقداً فنياً، وهو من مواليد بورسعيد في 17 آب اغسطس 1897، وهو الشقيق الأكبر للمخرجين حسين فوزي وعباس كامل، ودراسة أحمد جلال مجهولة، وإن كان معروفاً عنه أنه كان يجيد الفرنسية والانكليزية والتركية، والتحق جلال في بداية حياته بقلم قضايا وزارة الأوقاف في مأمورية المنصورة موظفاً باشكاتب، ولكن حبه للصحافة والفن جعله يترك الوظيفة، ويعمل في مؤسسة "دار الهلال" ابتداء من 1928 الى 1934، واشترك مع استيفان روستي في تعديل سيناريو فيلم "ليلى" 1927، أول فيلم مصري روائي، ويقال إنه ساهم أيضاً مع المخرج الايطالي روكا في إخراج وكتابة سيناريو فيلم "بنت النيل"، ثم اتجه الى الإخراج، فأخرج سلسلة أفلام شركة "لوتس فيلم" التي كان يقوم بتأليفها وتمثيلها بالاشتراك مع آسيا داغر وماري كويني ابتداء من فيلم "عندما تحب المرأة" 1933، وقدم بعد ذلك العديد من الأفلام، قام بتأليفها وإخراجها، وأحياناً كان يقوم بدور البطولة، وقدم أحمد جلال للسينما المصرية 16 فيلماًَ، وتوفي في 21 تموز يوليو 1947، ويعد من أهم الأسماء السينمائية التي قدمت إليها عبر الصحافة. النابلسي وكان الفنان الكوميدي عبدالسلام النابلسي، يعمل أيضاً في المجلات الفنية في القاهرة، وبعد ذلك استهواه سحر السينما، فشارك بأدوار بسيطة في عدد من الأفلام، وبدأ اسمه يلمع في نهاية الأربعينات من خلال سلسلة أفلام قدمها مع فريد الأطرش، لكن نجوميته لم تتأكد إلا من خلال أفلامه مع عبدالحليم حافظ، "حكاية حب" و"فتى أحلامي" و"يوم من عمري"، وغيرها، وتوفي عبدالسلام النابلسي في لبنان. أما الصحافي علي أمين، فلم تأخذ السينما كثيراً من اهتمامه، سوى فيلمين فقط، فكتب قصة فيلم "جوز الأربعة" الذي انتج في 1951، وكتب لها السيناريو والحوار السيد بدير ومن إخراج فطين عبدالوهاب في أول إنتاج لفطين بالاشتراك مع صديقه كمال الشيخ وأحمد خورشيد، أما فيلمه الثاني فكان "دليلة" 1956، وهو من بطولة عبدالحليم حافظ وشادية ورشدي أباظة ومن إخراج محمد كريم، وبعد هذا الفيلم انقطعت علاقة علي أمين بالسينما. والفنان أحمد علام الذي ساهم بدور كبير في تأسيس المسرح المصري، وكان الفتى الأول على الشاشة المصرية لفترة، بدأ حياته صحافياًَ وأصدر عام 1924 مجلة أدبية فنية بالاشتراك مع أحمد كمال الدين الحلي باسم مجلة "الفنون" كما ساهم في تحرير العديد من المجلات الفنية مثل "المسرح" التي كان يصدرها عبدالمجيد حلمي، وبدأ عمله في السينما عام 1928 في فيلم "بنت النيل"، والتقى أم كلثوم في فيلم "وداد" وأدواره في السينما المصرية معدودة. وهناك آخرون بدأوا حياتهم في الصحافة وبعد ذلك انتقلوا إلى السينما مثل الفنان سعيد عبدالغني، والمخرج ناصر حسين، الذي ما زال يعمل صحافياً في إحدى المؤسسات الصحافية في مصر. وآخر هؤلاء هو الصحافي حمدين صباحي، الذي قام بدور رئيس التحرير في فيلم يوسف شاهين الجديد "الآخر" أو "آدم وحنان". وقَبل حمدين الدور بعد رفض الصحافي عادل حمودة، وعن هذه التجربة أكد حمدين أنه في غاية السعادة، لأن التجربة أتاحت له اكتشاف موهبة كامنة داخله وأنه سيستمر في تنمية هذه الهواية، ويستعد للوقوف على خشبة المسرح قريباً، وأمام كاميرات التلفزيون، واعتبر صباحي نفسه اكتشاف المخرج يوسف شاهين، كما قال له شاهين ذلك بنفسه.