أثار الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء الكويتي اول من امس ومعلومات عن اجتماع مماثل يعقد صباح غد مخاوف من ان تكون الحكومة في سبيلها الى ابلاغ الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح عدم قدرتها على التعاون مع مجلس الأمة البرلمان. ونقلت مصادر صحافية في الكويت امس عن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله الصباح انه عبّر خلال الاجتماع الاستثنائي عن عدم وجود نقاط التقاء مع البرلمان في عدد من المواضيع، وعدم ارتياح الحكومة الى استخدام بعض النواب الاستجواب البرلماني اداة "لترهيب" بعض الوزراء. وخلال الجلسة البرلمانية الثلثاء الماضي وجه النواب اتهامات إلى وزير المال الشيخ علي السالم الصباح باساءة التصرف في بعض الملفات الاقتصادية الحساسة، خصوصاً في الاستثمارات الخارجية للدولة وفي مشاريع الخصخصة، وأعلن نائبان انهما بصدد استجواب الوزير. واذا تحقق اسوأ السيناريوات فإن الحكومة ربما تقدم السبت استقالتها وتبلغ الأمير عدم القدرة على التعاون مع مجلس الأمة مما يفتح المجال لصدور مرسوم بحل المجلس والدعوة الى انتخابات برلمانية خلال ستين يوماً. لكن بلوغ الخلاف بين الحكومة والبرلمان هذه المرحلة لن يكون سهلاً خصوصاً ان ازمات سابقة مماثلة شهدت تلويحاً بحل المجلس، إلا أن مراجع في الأسرة الحاكمة كانت غير راغبة في حله والدخول في تجربة انتخابات جديدة قد تأتي بمجلس اكثر تشدداً ومعارضة. وقدم النائب عباس الخضاري الأسبوع الماضي طلباً لاستجواب وزير الأوقاف احمد الكليب على خلفية حصول اخطاء في طباعة نسخ من المصحف الشريف. وتحدث نواب آخرون عند استجواب وزير الصحة الدكتور عادل الصبيح بسبب اوضاع الخدمات الصحية، لكن الاستجواب الاكثر جدية من نصيب وزير المال الشيخ علي السالم الصباح، والى كونه فرداً في الأسرة الحاكمة فان استجوابه يلقي ملفات حساسة جداً على طاولة التشريح السياسي، لا سيما الاستثمارات الخارجية التي تقدر قيمتها بخمسين بليون دولار. ويتوقع ان يمارس وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد الذي يعود اليوم من اجازة خاصة في سلطنة عمان، دوراً في اتجاه ترطيب الأجواء ونزع فتيل التوتر.