تبادل رئيسا الوزراء السوري المهندس محمود الزعبي والاردني عبدالرؤوف الروابدة تقديم الضمانات لفتح "صفحة جديدة" مع "العهد الجديد" في عمان، خلال لقائهما في اطار اجتماعات القمة السورية - الاردنية بين الرئيس حافظ الاسد والملك عبدالله بن الحسين. في غضون ذلك، اشارت صحيفة سورية الى ان العلاقات الاردنية - السورية "تماثل العلاقات السورية - اللبنانية بما تتميز به من وشائج خاصة". وكان لافتاً ان الدكتور بشار نجل الرئيس الاسد، زار العاهل الاردني مساء أول من أمس في مقر اقامته وبحث معه في "عدد من الموضوعات". وأكد الروابدة أن اتفاق السلام الأردني مع اسرائىل "لن يكون على حساب" سورية و"لن يؤثر ابداً" على العلاقات مع دمشق. وأشار الزعبي من جهته الى ان التعاون الاردني - السوري في مجالات الاقتصاد والمياه والتجارة والزراعة والصناعة "يعزز الموقف العربي". وزاد ان لقاء الاسد - عبدالله "سيكرس اسساً واضحة لانطلاقة متجددة للتعاون ثنائياً وعربياً ودولياً بما يوفره ذلك من تعزيز للموقف العربي في هذه المنطقة". وكان رئيسا الوزراء يتحدثان في اجتماع موسع ضم اعضاء الوفدين الرسميين. وقال الزعبي: "ان تجديد الانطلاقة السورية - الاردنية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية سيجعلنا اقدر على التنسيق في كل ميدان من الميادين وعلى جعل ما حققناه في الماضي أساساً لما يجب ان نحققه في المستقبل". وأشار الى "توجيه من الاسد وتصميم سوري قيادة وحكومة على تعزيزالتعاون السوري - الاردني وتطوير اساليبه وتوسيع آفاقه والتركيز على كل ما يؤدي الى فتح المجالات التي تجعل هذا التعاون عميقاً وشاملاً". ورد الروابدة قائلاً: "جئنا اليكم لنفتح عهدا جديداً كان الفضل فيه للرئيس الاسد من خلال حضوره للاردن ومشاركته في تشييع جثمان المغفور له جلالة الملك حسين"، وزاد: "اذ نقدر هذه المبادرة فاننا نتطلع الى علاقات جديدة امتن واقوى من كل ما حققناه، وأشارككم فيما اشرتم اليه من ضرورة حشد الطاقات والامكانات العربية لما فيه خير الامة العربية ومصلحتها". وفي اشارة الى العلاقات بين عمان وتل ابيب، قال رئيس الوزراء الاردني: "اذا كانت الظروف التي تحيط بالمنطقة فرضت علاقات الاردن مع الغير فان هذه العلاقات لن تؤثر ابداً على علاقتنا ولن تكون على حساب علاقتنا الثنائىة". وقالت مصادر رسمية سورية ان الجانبين اتفقا على تكليف اللجان الفرعية التحضير لعقد اجتمعات الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة في ايار المقبل، بهدف توسيع التبادل التجاري وتعزيزه ودعم التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات. وعقدت القمة بين الاسد - وعبدالله وسط ترحيب إعلامي لافت. وكتبت صحيفة "تشرين" الحكومية ان القمة "تحمل دلالات عميقة على صعيد تعزيز العلاقات مع سورية وتوطيد جبهة البلدان العربية التي تدعو لتضامن قوي يرتقي الى مستوى المسؤوليات والتحديات". وأوضحت أن المحادثات "اسست لعلاقات قوية تلبي تطلعات الشارعين الاردني والسوري. ومن المعروف ان العلاقات بين سورية والاردن كما هي بين سورية ولبنان، تتميز بوشائج خاصة". وأكدت الصحيفة ان زيارة الملك عبدالله "ستقطع الطريق على أولئك الذين يراهنون على تمزيق وحدة الصف العربي وستصب في الجهد المبذول لبلورة علاقات عربية - عربية وطيدة تلبي الطموحات القومية"، ذلك انه "لا يخفى على احد ان المسؤولين الاسرائىليين يضمرون الحقد الدفين حيال سورية ومبادراتها القومية ومساعيها الدؤوبة لجمع الشمل العربي وتصليب وحدة الصف ومواجهة مخططات العدوان الصهيوني".