جددت بغداد رفضها المشروع البريطاني الذي يوصي بتشكيل لجنة بديلة ل"اونسكوم"، وأكدت انها ليست معنية بمداولات مجلس الأمن بوصفها "جعجعة بلا طحين". واعتبرت ان الاقتراحات البريطانية "مشروع خبيث لاحياء لعبة التفتيش" عن الاسلحة المحظورة. بغداد - أ ف ب، رويترز - كتبت صحيفة "القادسية" العراقية امس ان العراق ليس معنياً بالمداولات التي تجري في مجلس الأمن والمشاريع المطروحة لتحريك ملفاته، وأبرزها التسلح والحال الانسانية وقضية الأسرى والممتلكات الكويتية. واعتبرت الصحيفة الرسمية ان تلك المداولات "عقيمة" ومجرد "جعجعة بلا طحين". وتابعت ان "العراق عقد العزم على مواصلة مقاومته الباسلة للعدوان الاميركي - البريطاني الذي ما زال يتسبب في استشهاد المواطنين العراقيين يومياً، وينزل الأذى بدورهم السكنية والمنشآت المدنية والاقتصادية العراقية". وأعربت عن الأسف لأن الضربات الاميركية - البريطانية تنفذ "على مرأى ومسمع مجلس الأمن الذي لم يصدر اي قرار بما يسمى الحظر الجوي" في شمال العراق وجنوبه. واتهمت "القادسية" المجلس بالخضوع للهيمنة الاميركية متسائلة "أين مجلس الأمن في تنفيذ التزاماته المقابلة ازاء تنفيذ العراق التزاماته بموجب متطلبات القسم ج من القرار 687" والذي يقضي برفع الحظر النفطي بعد التحقق من تدمير اسلحة العراق المحظورة. وتابعت الصحيفة: "لسنا معنيين بمشاورات مجلس الأمن ما دامت غير قادرة على الارتفاع الى مستوى اتخاذ القرار برفع الحصار الجائر عن العراق ووقف العدوان ضده". ورأت ان رفض واشنطن اقتراحات روسية لتخفيف الحظر دليل على "الهيمنة الوحشية لأميركا". وكانت موسكو اقترحت رفع الحظر عن السلع المدنية العراقية وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان بتشكيل لجنة بديلة ل"اونسكوم" تكلف ملفات نزع الاسلحة. ووزعت بريطانيا وهولندا مسودة مشروع يلغي "اونسكوم" ويقترح لجنة موسعة تتمتع بتمويل افضل، وينصح المشروع بعدم وضع سقف لما يمكن العراق بيعه من نفط تحت اشراف الأممالمتحدة. وتحت عنوان "مشروع خبيث آخر" كتبت صحيفة "الجمهورية" ان المشروع الذي طرحته بريطانيا و"تؤيده الادارة الاميركية" يهدف الى "احياء لعبة التفتيش تحت تشكيل اميركي جديد يحمل اللافتة الدولية في مقابل زيادة عوائد برنامج النفط للغذاء". وأشارت الى ان قراءة المشروع البريطاني تؤكد ان "الادارة وحليفتها بريطانيا تسعيان بكل السبل الى قتل اي توجه دولي من شأنه ان يؤدي الى رفع الحصار عن العراق واستئناف دوره القومي والاقليمي والعالمي. ان هذا المشروع الخبيث يؤسس لاعتبار آلية النفط للغذاء كصيغة دولية دائمة للتعامل مع العراق وكأنه تحت الوصاية الدولية". واعتبرت "الجمهورية" المناقشات في مجلس الأمن بمثابة "مماطلة وتسويف، ولعبة اضاعة السنوات الواحدة تلو الاخرى في مماحكات ونقاشات مملة وسمجة على حساب استمرار معاناة 22 مليون انسان".