نيويورك، بغداد - أ ف ب، رويترز - بقي مجلس الأمن منقسماً في شأن رفع العقوبات عن العراق بعد سلسلة من المناقشات في شأن نزع الأسلحة العراقية. وأعربت بريطانيا وأميركا عن اسفهما لرفض بغداد توصيات لجان الأممالمتحدة الثلاث المكلفة مراجعة الوضع العراقي من دون انتظارمناقشة تقاريرها في مجلس الأمن. وأعلن رئيس المجلس آلان دوغاميه في اعقاب جلسة مغلقة مساء الجمعة "اننا نعمل بشكل بناء". واكتفى اعضاء المجلس بقراءة شكلية للتصريحات المكتوبة اذ بات من المقرر ان تجرى مناقشة حقيقية في شأن قضية نزع اسلحة العراق في غضون الأسبوع المقبل وفقاً لمعلومات أدلت بها مصادر ديبلوماسية. وكررت بريطانيا وهولندا والولاياتالمتحدة معارضتها رفع العقوبات المفروضة على العراق طالما لم تدمر بغداد اسلحة الدمار الشامل التي تملكها كما تنص على ذلك قرارات الأممالمتحدة. وأعرب بقية اعضاء مجلس الأمن في المقابل عن موافقتهم على رفع الحظر لدفع العراق الى التعاون مع نظام مراقبة الاسلحة الجديد الذي أوصت به لجنة الخبراء. وكانت لجنة الخبراء في شأن نزع الاسلحة العراقية اوصت باعادة هيكلة اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل عن العراق "اونسكوم" التي اعلن رئيسها ريتشارد بتلر انسحابه في حزيران يونيو المقبل مع انتهاء ولايته. وبدأ مجلس الأمن المناقشة في شأن نزع الاسلحة العراقية الأربعاء للمرة الأولى منذ تسعة اسابيع. وأعرب بعض أعضاء مجلس الأمن عن شعورهم بخيبة الأمل الجمعة لأن العراق رفض توصيات لجان الأممالمتحدة من دون انتظار مناقشته امام المجلس. وقال السفير البريطاني السير جيريمي غرينستوك: "لماذا لا ينتظر العراق ليرى النتيجة". وأضاف: "ان ما يهم العراق يجب ان يكون نتيجة ما يجري في المجلس". وكانت بغداد هاجمت في مذكرة من 24 صفحة وزعت الخميس مقترحات اللجان الثلاث وقال العراق ان تقارير اللجان وضعت عناوين جديدة لسياسات فقدت صدقيتها وأعطت اعداءه ذريعة للعدوان. ولم تبد دلائل على ان المجلس يتجه الى التوصل الى اي اتفاق اذ ان روسيا والصين وفرنسا تريد تخفيفاً كبيراً للعقوبات المفروضة على العراق او رفعها رفعاً كاملاً كحافز لعودة مفتشي الأسلحة الى العراق في حين ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا تعارضان هذا الموقف. وأوضح بتلر في تقرير نصف سنوي من 15 صفحة وزع ليل الجمعة ان العراق كان يضع عراقيل في طريق مفتشيه ولذا فانهم لم يستطيعوا التحقيق "من الوضع النهائي لبرامج الاسلحة المحظورة للعراق". وأشار التقرير الى ان العراق تطوع اخيراً بتقديم معلومات في وثيقة قدمها الى مجلس الأمن وليس الى اللجنة الخاصة في ما يتعلق بوارداته من المواد التي يمكن استخدامها في انتاج عناصر جرثومية كان المفتشون يبحثون عنها. وقال رئيس الوفد الاميركي بيتر بورليه ان رفض بغداد توصيات اللجان "يبعث على الأسف". وقال سفير سلوفينيا دانيلو ترك ان التعبيرات القوية في التقرير العراقي غير مفيدة. وقال سيلسو اموريم سفير البرازيل الذي رأس اللجان الثلاث جميعاً "لا اعتقد انه ينبغي لنا ان نتخذ كثيراً من ردود الافعال المبدئية. الشيء المهم الآن هو ان يتمكن المجلس من صوغ موقف جديد يقوم على دراسة اللجان الثلاث معاً". وشكك العراق امس السبت في احتمال ان تؤدي المناقشات الى رفع الحظر المفروض على بغداد بسبب "الهيمنة الاميركية" على هذه الهيئة.ونقلت صحيفة "الجمهورية" الحكومية انه "ما زالت الشكوك والظنون تدور في اروقة الأممالمتحدة مع بدايات مناقشة مجلس الأمن لتقارير اللجان الثلاث". ونقلت "الجمهورية" عن مصدر ديبلوماسي مطلع لم تذكر اسمه تشكيكه في صحة النوايا المعلنة في شأن اعادة تقويم علاقة الأممالمتحدةبالعراق. وقال ان "النوايا المعلنة تقابلها نيات اميركية وبريطانية خبيثة". وأضافت انه "ما زال مبكراً الاستنتاج الصريح لكيفية تعامل واشنطن ولندن مع الرغبة الدولية في اطار تقارير اللجان من جهة، والمواقف الروسية الصينية والفرنسية التي تبدو مدافعة.