انتهت اعمال مؤتمر "حزب العمل" المصري بخلاف واتهامات بتزوير نتائج انتخابات قيادته بعد الحاق مؤيدي التوجه الاسلامي للحزب هزيمة ساحقة بالمعارضين. أكتسح أنصار "التوجه الإسلامي" في حزب "العمل" بزعامة الأمين العام السيد عادل حسين انتخابات قيادة الحزب التي أعلنت نتائجها مساء أول من امس وألحقوا هزيمة ساحقة بمعارضيهم الذين سعوا الى إنهاء التحالف السياسي مع جماعة "الإخوان المسلمين". وشهدت قاعة الفندق الذي عُقد فيه مؤتمر الحزب في القاهرة احتجاجات من المعارضين الذين اتهموا منافسيهم بپ"تزوير الانتخابات"، وقرر رئيس الحزب المهندس ابراهيم شكري التحفظ على صناديق الاقتراع وختمها بالشمع الأحمر. وتم نقل الصناديق الى منزل شكري في سيارة شرطة تمهيداً لإعادة فرز الأصوات مجدداً. وكانت عملية الاقتراع شهدت احتكاكات بين المتنافسين أدت الى اصابة السيد أحمد شكري نجل رئيس الحزب، حين احتج على ما اسماه "تزوير قوائم الناخبين وإضافة اسماء جديدة لمصلحة الفصيل المناوئ". وأخطر مساعد الأمين العام للحزب السيد ناجي الشهابي المعارض للإسلاميين لجنة شؤون الأحزاب بنتائج المؤتمر، وقال لپ"الحياة" إن مذكرة تقدم بها "طالبت بتشكيل لجنة لإعادة فرز الأصوات التي تم التلاعب فيها لمصلحة أنصار الأمين العام عادل حسين". وأشار الى ان مرشحين "تقدموا ببلاغ الى النائب العام يطعن في الانتخابات وطالبوا بتشكيل لجنة قضائية لإعادة فرز الأصوات". ورفض رئيس الحزب التعليق على التطورات الأخيرة. من جهة اخرى مثل الأمين العام عادل حسين ورئيس تحرير "الشعب" مجدي أحمد حسين أمس للتحقيق أمام النيابة للاستماع الى أقوالهم في بلاغ قدمه نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة يوسف والي يتهمهم بپ"القدح والذم، واتهامه بالخيانة لتعامله مع إسرائيل". وتذكر نتائج الانتخابات بانشقاق تعرض له الحزب في 1989 حين قرر مؤتمره تبني "الرؤيا الإسلامية"، واعتماد التحالف السياسي مع جماعة "الإخوان المسلمين"، ما اسفر عن خروج نصف أعضاء اللجنة العليا وعقد مؤتمر عام موازٍ تنازع مع الحزب على الشرعية لسنوات. غير أن مصادر في الحزب قللت من شأن التطورات، واعتبرت أن "النتائج عكست توازنات القوى داخل الحزب ورغبة الاعضاء في استبعاد المعارضين للتحالف مع الإخوان". وأكد الشهابي أن "غالبية الأعضاء يرغبون في إعادة الحزب الى وضعه الطبيعي وإنهاء سيطرة أصحاب الشعارات الإسلامية عليه. وسنتخذ التدابير الملائمة لتحقيق ذلك". ويمثل التحالف بين الحزب والجماعة المنفذ الشرعي الوحيد ل "الإخوان". وتمكن التحالف من احتلال نحو 70 مقعداً في البرلمان في انتخابات 1987، غير أنه حصل في الانتخابات التي جرت بعد 4 أعوام على مقعد واحد فقط، فيما فشل كل مرشحيه في الانتخابات البلدية بعد تصاعد الصراع السياسي بين الدولة والاتجاهات الإسلامية.