طالب مسؤولون فلسطينيون سلطات الاحتلال الاسرائيلية باطلاق الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونها ووقف سياسة العقاب والعزل والمعاناة اليومية للأسرى والعمل على انهاء معاناة ذويهم خلال ما أسموه ب"رحلة العذاب" اثناء الزيارات. كذلك دعوا وسائل الاعلام المحلية والاجنبية الى شن حملة اعلامية منظمة لتحريك الرأي العام المحلي والعربي والعالمي من اجل نصرة قضية الأسرى والضغط على حكومة اسرائيل لاطلاقهم. جاء ذلك في مؤتمر صحافي دعت اليه مؤسسة "الضمير لرعاية المعتقلين وحقوق الانسان" في مقر نقابة محامي فلسطين في مدينة غزة أمس، لمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف اول من امس. ووصف وزير الدولة لشؤون الأسرى هشام عبدالرازق الذي شارك في المؤتمر، يوم الأسير بأنه "يوم مميز" في حياة الشعب الفلسطيني، واستنكر بقاء نحو 3 آلاف اسير ومعتقل فلسطيني خلف قضبان السجون الاسرائيلية رغم الاتفاقات الموقعة مع حكومة تل أبيب. ورداً على سؤال ل"الحياة"، قال عبدالرازق ان "هناك جهوداً لتفعيل الوضع السياسي وتحريك عملية السلام وتطبيق الاتفاقات من جانب حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو". وعزا عدم اطلاق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الى "تجميد حكومة نتانياهو الاتفاقات واقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية". ورداً على سؤال آخر ل"الحياة"، قال عبدالرازق: "علينا ألا نبني استراتيجيتنا على نتائج الانتخابات الاسرائيلية ومن سيفوز بها ... بل على اننا وقعنا اتفاقاً دولياً معهم وليس ثنائياً"، مشيراً الى "الدور الذي يجب على المجتمع الدولي ان يلعبه في سبيل تنفيذ الاتفاقات". ووصف نقيب محامي فلسطين عبدالرحمن ابو النصر استمرار اعتقال الاسرى بأنه "ابتزاز سياسي" مخالف للاتفاقات الموقعة وللأعراف والمواثيق الدولية. واعتبر ان استمرار اعتقالهم "انتهاك لاتفاقية لاهاي لعام 1877 وعام 1907، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949". وأكد ان اسرائيل "ترتكب جريمة كبرى" عندما تسمح لمحكمة العدل العليا الاسرائيلية ب"تعذيب المعتقلين الفلسطينيين"، مشيراً الى ان ذلك يعتبر "جريمة حرب" من وجهة نظر القانون الدولي، وطالب ب"ملاحقة ومعاقبة" المسؤولين عنها "وتقديمهم للمحكمة الدولية". وأشار ابو النصر الى "الظروف الصعبة" التي يعمل في اطارها محامو فلسطين، خصوصاً منعهم من زيارة الاسرى والمعتقلين في السجون داخل مناطق فلسطينالمحتلة عام 1948. وتحدثت والدة الأسير جبر وشاح الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في سجن نفحة الصحراوي عما وصفته ب"مرحلة العذاب" التي يخوض غمارها اهالي الأسرى مرة كل اسبوعين، حسب ما تسمح به سلطات الاحتلال بهذا الشأن. وقالت ام جبر وشاح والحزن يكسو قسمات وجهها العجوز والألم واضح في نبرات صوتها، ان رحلة العذاب تبدأ منذ نحو الساعة الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش وتستمر حتى الساعة التاسعة مساء بتوقيت غرينتش، مشيرة الى ان اهالي الأسرى ينتظرون اثناء رحلة الزيارة الى السجون اكثر من ثلاث ساعات على حاجز ايرز شمال قطاع غزة بحجة اجراء التفتيش والأمن. وأضافت ام جبر 70 عاماً ان مجندتين اسرائيليتين تدخلان أمهات الأسرى الى غرفة تفتيش خاصة، ويقمن باجبارهن على خلع كل ملابسهن خصوصاً في اجراءات التفتيش عند مدخل سجن نفحة. واعتبرت هذه الاجراءات "مهينة للكرامة الانسانية"، مؤكدة استمرار تحملها من اجل "ابنائنا الأسرى والمعتقلين". وطالب مدير "مؤسسة الضمير" خليل ابو شمالة السلطات الاسرائيلية بوقف اشكال الممارسات اللاإنسانية كافة التي تتخذها بحق الاسرى. وتعهد مواصلة العمل حتى اطلاق جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من سجون الاحتلال. يذكر ان اسرائيل تعتقل نحو 2200 اسير سياسي فلسطيني، ونحو 800 معتقل جنائي، عدد كبير منهم من العمال الذين ضبطوا من دون تصاريح عمل خاصة تعطيهم الحق بالمكوث داخل فلسطينالمحتلة عام 1948.