ساد الهدوء امس جنوبلبنان غداة القصف الاسرائىلي الذي استهدف اول من امس مدرسة في بلدة عربصاليم ما أدى الى جرح 15 تلميذاً وتلميذة. وأفادت مصادر طبية ان الخطر زال عن ثلاثة من التلامذة الاربعة الذين أصيبوا بجروح خطرة، في حين نقل الرابع حسين حرب 12 عاماً، بسبب خطورة حاله، الى مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت، وما زال يعالج في قسم العناية الفائقة. وأجتمعت لجنة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل العاشرة قبل ظهر امس في مقر قيادة قوات الطوارىء الدولية في الناقورة، بناء على طلب لبنان، للنظر في جريمة مدرسة عربصاليم التي قالت اسرائيل انها حصلت "خطأ". وعقد في المدرسة المستهدفة اجتماع حضرته رئيسة دائرة التربية نشأت حبحاب والمدير عفيف نورالدين، بحث خلاله طريقة نقل التلامذة الى مدرسة الارشاد الخاصة داخل البلدة. وعقد اجتماع مماثل في مكتب محافظ النبطية محمود المولى حضره النائب عبداللطيف الزين الذي زار بلدة عربصاليم واعلن رفضه نقل المدرسة الى مكان آخر لأن ذلك سيؤدي الى تحويل المنطقة ارضاً محروقة. ومن زوار عربصاليم النواب علي عسيران ومحمد رعد وياسين جابر والسفير الايطالي في لبنان جيوسيبي كاسيني الذي أعرب عن "أسفه لسقوط الدماء البريئة"، مؤكداً ان ايطاليا تقف الى جانب لبنان في استعادة حقه وتطبيق القرار الرقم 425". ووعد ذوي الجريح حرب برحلة سياحية له ولعائلته الى إيطاليا بعد شفائه. وتوالت امس المواقف المنددة بالجريمة الاسرائىلية. وقال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني قبل مغادرته بيروت الى الرباط "ان الهمجية التي ارتكبتها اسرائيل هي تكرار لأعمالها الهمجية". ورأى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ان اسرائيل "أرادت بجريمتها هذه ان تقول للبنان ولسورية اما ان تكونا مرنين ومساومين جيدين وترتبا أمور التسوية، وإما ان يكون البديل هذا". واعتبر السيد محمد حسين فضل الله ان المجزرة "هي الصورة التي لا تزال تمثل الوحش الصهيوني". ولفت الى "ان الولاياتالمتحدة اكتفت باعلان الأسف. ودعت الى ضبط النفس". وسأل "كيف يكون رد الفعل الاميركي لو كانت المقاومة هي التي قصفت مدرسة اسرائيلية فأميركا لا تعترف بانسانية الاطفال اللبنانيين أو الفلسطينيين بل القضية تقتصر على اطفال اليهود". ودعا الى "عدم نسيان الجريمة التي تشير الى الذهنية اليهودية في التعاطي مع العرب والمسلمين". واستنكاراً للمجزرة، ناشد مكتب الشباب والرياضة في حركة "امل" طلاب لبنان ومنظماتهم تلبية دعوته الى الاعتصام أمام مبنى "أسكوا" ظهر اليوم السبت، فيما دعت التعبئة التربوية في "حزب الله" أطفال المدارس الى اعتصام الحادية عشرة قبل الظهر في المكان نفسه. وباشرت الفرق الفنية في مجلس الجنوب تصليح الاعطال التي طاولت المدرسة واقامة ملجأ مجاور لها، يؤوي الطلاب خلال القصف. وكان الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله قال "ان ما حصل يستحق ان تقوم المقاومة بقصف مستعمرات الصهاينة في شمال فلسطين، وفي رأينا الامر يستحق رد فعل من هذا النوع وأكثر، ولكن سنكتفي بتوجيه تحذير واضح وصارم الى العدو، لأن المقاومة الاسلامية ما عادت تطيق المزيد من ارتكاب الخرق وإلحاق القتل والجراح بأهلنا". واضاف "لو مارسنا حق الرد لقال كثيرون ماذا تفعلون؟ انتم تريدون ان تخربوا المنطقة؟ وتنزيهاً للمقاومة وجهادها من ادخالها في دائرة الاتهامات السخيفة والتافهة لن نقدم على اجراء من هذا النوع الآن، لكننا نحتفظ لانفسنا بحق الرد، ونقول ان صبرنا نفد. واذا أقدمنا على رد في الايام المقبلة في مواجهة أي خرق أو عدوان على شعبنا وأهلنا فنتمنى من الجميع ان يفهموا ان ذلك حقنا في الدفاع عن أهلنا لا أكثر"، الى ذلك، أعلن متحدث عسكري اسرائيلي ان "المواطنة اللبنانية تركية بيضون 70 عاماً التي أصيبت بجروح داخل المنطقة المحتلة قبل ثلاثة ايام توفيت".