يحيي لبنان اليوم ذكرى مجزرة قانا التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية قبل ثلاث سنوات. وعشية الذكرى رعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري حفل وضع حجر الاساس لمكتبة عامة في البلدة، وزارت عقيلة رئيس الجمهورية السيدة أندريه إميل لحود البلدة ترافقها عقيلة رئيس المجلس النيابي السيدة رندة بري ووضعت إكليلاً من الزهر على أضرحة الشهداء والتقت عائلاتهم خلال احتفال اقيم للمناسبة وأصرت على الجلوس في الصفوف المخصصة للأهالي ثم جالت على مكان وقوع المجزرة. ألقى الرئيس بري كلمة في حفل وضع حجر الاساس اكد فيها "الاصرار على المستقبل والحفاظ على قانا موقعاً للفرح المعبر عن إيماننا بالحياة الكثيرة". وقال ان "أول الغيث كان انتصار دم الأبرياء في أرضنا الطيبة من المنصوري الى النبطية وسحمر وجنتا ورشكناناي وصدّيقين وكفرا وياطر وزبدين والقليلة وقانا وفي كل مكان على آلة الحرب الاسرائيلية الحديثة وإجبار اسرائيل على التوقيع على تفاهم نيسان أبريل الذي يمثل إطاراً يفرض ضبط العنف الاسرائيلي ضد المدنيين، وهو الامر الذي تحاول اسرائيل الآن التراجع عنه بحجة انه يقيد حركة الجيش الاسرائيلي كما فعلت في أرنون بالامس". وأضاف "الذي حصل في أرنون هو تأكيد لاجتياحها، عام 1978 و82 و93 و96". وقال "نعم، في المعنى السياسي والرمز الوطني، أرنون اجتياح مستقل، اجتياح لمستقبل لبنان، واجتياحاتها الماضية كانت بذريعة الاجتياحات للماضي على لبنان". وتابع "لقد سبق وانتصر الدم اللبناني على الفأس الاسرائيلية التي اهدرت دم شعبه واقتطعت أجزاءً من أرضه عندما أصدرت أعلى سلطة دولية ممثلة بمجلس الامن الدولي القرار الرقم 425 الذي يلزم اسرائيل الانسحاب غير المشروط من أرضنا والذي نؤكد ونصر على تنفيذه نصاً وروحاً. كما سبق ان انتصر الشعب اللبناني لنفسه وأطلق مقاومته في مواجهة اعتى غزو عسكري عام 1982، وهي المقاومة التي اصبحت تمثل الحقيقة. الحقيقة الشرق أوسطية المميزة والتي أثبتت عجز القوة الاسرائيلية عن ادخال لبنان بالعصر الاسرائيلي والتي استنهضت وعي الشعب اللبناني على الاخطار المحدقة بحاضره ومستقبله جراء الاطماع الاسرائيلية. وكان ثاني الغيث اننا استطعنا بناء قواعد الارتكاز الشعبية لمقاومتنا وأسسنا لصمود شعبنا من خلال عشرات المشاريع الحيوية التي تثبت ابناء الجنوب والبقاع الغربي بأرضهم. نحن في ذكرى المجزرة. نلتقط انفاسنا بتصميم عظيم على الاحتفاظ بحس الانتصار وكذلك على الاستمرار في نشر الحقيقة عن الوقائع المرتبطة بالاحتلال والعدوان والجرائم الاسرائيلية كي لا نمكن سلطات القرار الدولي من الاستمرار في دفن رأسها في الرمال واعتبار اسرائيل استثناءً دولياً لا تطبق عليه القرارات الدولية". وقال ان "اللقاء اليوم يبدأ هنا ويستكمل في تدشين كنيسة قانا في القداس الرسالة التي يوجهها شعبنا عبر عظة المطران يوحنا حداد في ذكرى المجزرة وهي كلمات تحمل الى العالم سلام المقاومة وسلام صمود شعبنا المبني على القرار الدولي الرقم 425. ان هناك الكثير من المشاريع التي تنتظر قانا وتأهيلها لاستقبال الالفية الثالثة، موقعاً لرسالة الفرح والمحبة التي اطلقها سيدنا المسيح عليه السلام. وسنتقدم بدعوى الى محكمة العدل الدولية، تعويضاً واستنكاراً وإدانة لهذه المجزرة الانسانية التي مرت بأولادنا وأولادهم. آمل ان يكون لقاؤنا في قانا العام المقبل لتدشين مبنى المتحف والنصب التذكاري للشهداء التي جمعت امواله من تبرعات ابناء الشعب السوري شقيقنا في المقاومة والممانعة والصمود.