أصدر مجلس الدوما البرلمان الروسي قراراً يؤيد انضمام يوغوسلافيا الى الاتحاد الروسي - البيلاروسي، فيما حذر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى روسيا، يولي فورونتسوف، من احتمال اندلاع حرب يوغوسلافية - البانية تكون تمهيداً لانفجار البلقان. وتبنى البرلمان الروسي بغالبية 293 صوتاً قراراً يوصي رئيس الدولة والحكومة بالشروع فوراً في بحث القضايا السياسية والاقتصادية والدولية لتحقيق انضمام بلغراد الى الاتحاد الروسي - البيلاروسي الذي أعلن تشكيله العام الماضي. واعترض على القرار 53 نائباَ بينهم رئيس لجنة الشؤون الدولية فلاديمير لوكين الذي حذر من أن انضمام يوغوسلافيا الى الاتحاد، يحمل روسيا مسؤوليات عسكرية - دفاعية ما قد يعني انجرارها الى الحرب البلقانية. وفي أول رد فعل على القرار، أعلن وزير الخارجية الأوكراني بوريس تاراسيون ان تشكيل الاتحاد الثلاثي "لن يضيف استقراراً ولن يؤدي الى تسوية الأزمة في كوسوفو". وحذر من التسرع في تشكيل الاتحاد المجلس الأعلى للشؤون السياسية والدفاعية وهو هيئة غير حكومية لكنها تضم عدداً من كبار الساسة ويدعمها رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف. وفي تقرير موسع عرض امس، حمل المجلس القيادة الأميركية مسؤولية دفع العالم نحو مجابهة شاملة. وأشار التقرير الى ان روسيا يجب ان تعمل على تطوير الأسلحة الدقيقة وتوقف العمل نهائياً بالميثاق الذي عقدته مع حلف الأطلسي. وذكر فورونتسوف الذي ساهم في وضع الدراسة انه يتحدث "باسمه الشخصي" وليس كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة. وحذر من ان العملية البرية في البلقان قد تبدأ في صورة "مموهة". وذكر انه يجري حالياً تجنيد البان من كوسوفو وتدريبهم تحت اشراف اميركي. وتوقع ان يقوموا بعبور الحدود الالبانية - اليوغوسلافية تحت غطاء مروحيات "اباتشي" الأميركية والمدفعية الأطلسية. وأكد فورونتسوف الذي كان مندوباً دائماً لبلاده في مجلس الأمن وسفيراً في واشنطن ان ذلك سيؤدي الى اندلاع حرب بين البانيا ويوغوسلافيا، ما يعني "توسيع النزاع ونشوب حرب بلقانية جديدة تجر اليها بلدان اخرى". ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر عسكرية ان قراراً في شأن العملية العسكرية قد يصدر في غضون 7 الى 10 أيام اذا لم ترضخ "بلغراد لمطالب الأطلسي". وتوقعت المصادر تكثيف الغارات لاحداث "تدمير نوعي للقدرات الدفاعية والبنى التحتية" اليوغوسلافية، ما يقلص الى أدنى حد، الخسائر المحتملة أثناء الغزو البري. الجبل الاسود وعزز المخاوف من "حرب بلقانية" ما قاله رئيس جمهورية الجبل الاسود ميلو ديوكانوفيتش امس ان الصراع بين الاطلسي ويوغوسلافيا بدأ يخرج عن نطاق السيطرة وقد يمتد ليشمل بقية دول البلقان. وهون ديوكانوفيتش الذي حاول البقاء على الحياد، من مخاوف حدوث انقلاب عسكري في جمهوريته الصغيرة. لكنه طلب من الجيش اليوغوسلافي وقف التدخل في السياسة الداخلية. واتهم الرئيس في مؤتمر صحافي طويل الغرب والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بإثارة مشكلات كبيرة في شأن كوسوفو وكرر دعوته لوقف القتال فوراً.