لم تجد دراسة استرالية حديثة أي علاقة بين استعمال الاسبرين وزيادة نسبة حدوث النزف الدماغي الذي كانت دراسات سابقة لاحظته في أعقاب اعطاء هذا الدواء، مما أدى وقتها الى طرح التساؤل حول فائدته وحسناته. أجرى هذه الدراسة 13 مستشفى في استراليا، وشملت 331 اصابة بالسكتة الدماغية المثبتة على أفلام التصوير الطبقي المحوري أو بتشريح الجثة، بالاضافة الى مجموعة مماثلة في العدد والعمر من جيران المصابين بهدف المقارنة. بعد سؤال المرضى، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، حول استعمال الأدوية، وخصوصاً الاسبيرين أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، ومراجعة السجلات السابقة للمرضى، أمكن التوصل الى أن تناول جرعات صغيرة الى متوسطة من الاسبيرين لا يشكل أي زيادة في خطر حدوث النزف الدماغي، كذلك عند استعمال جميع مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأخرى. أما الجرعات العالية من هذا الدواء، فهي مصحوبة بزيادة خفيفة الى متوسطة في نسبة حدوث هذا الاختلاط. من جهة أخرى، كانت دراسة كبيرة حول فائدة الاسبيرين، جرت في اوكسفورد وادنبرة وضمت عدداً كبيراً من المرضى، قد أكدت ان اعطاء الاسبيرين مباشرة بعد حدوث السكتة الدماغية، وبعد التأكد من أن النزف الدماغي ليس هو السبب، له أبلغ الأثر وأنفعه في تطور وسير المرض من ناحية، وفي منع تكرر هذه الحالات من ناحية أخرى. ومن المعروف ان دور الاسبيرين في منع تجمع الصفحات الدموية وعرقلة حدوث التخثر في الدم مثبت تماماً إذا أعطي بجرعات تتراوح بين 75 و300 ميلليغرام في اليوم. وبرغم ان استعمال الاسبيرين وحجم جرعته ما زالا مثار جدل، إلا أن معظم الدراسات أشارت الى أنه ينقص نسبة حدوث السكتات الدماغية والاحتشاءات القلبية بنسبة 25 في المئة، وكذلك نسبة الموت من الحوادث الوعائية بحوالى 15 في المئة.