CNN)-- في الوقت الذي يعتبر الكثير من الناس أن استعمال دواء الأسبرين بمثابة درهم وقاية ضد الإصابات بالنوبات القلبية، أشار أطباء إلى أن هذا الافتراض في غير محله، إذ إنه غير صالح في جميع الحالات وبنفس الجرعات، وأحيانا يكون تأثيره معدوما على بعض الأشخاص، إضافة إلى أنه قد يسبب حدوث نزيف في الجسم. وأشار أطباء إلى أن استعمال الأسبرين عبارة عن سيف ذو حدين، فرغم أنه قادر على مقاومة تخثر الدم، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، فإن الجرعات العالية من الدواء الواسع الانتشار، من شأنها أن تزيد من نسبة الإصابة بنزيف داخل الجهاز الهضمي والسكتات الدماغية المتأتية عن حدوث نزيف داخل الجسم. وذكر العلماء أن العلاج عبر تناول الأسبرين، لا يصلح لجميع الحالات، وتاليا رأوا ضرورة أن يقوم المرضى بتجنب أخذه دون استشارة طبية، لأنه إما قد يكون مضرا أو غير فاعل، أو الاثنين معا، بحسب خبراء. فمن جهته يقول مارك جونسون، رئيس الكلية الأمريكية للطب الوقائي، "لا يمكن أن يتم استعمال الأسبرين بصورة عبثية، بل يجب الانتباه إلى طرق استعماله وضرورتها، فالمسألة في غاية الجدية، وقد يكون لها تبعات خطيرة." وأكد جونسون أن "فكرة أن يوصف المرء لنفسه أخذ حبة أسبرين في اليوم من تلقاء نفسه هي عملية طائشة، رغم انتشارها الواسع بين الناس." وبيّن جونسون أن الحل الأفضل لهذه المسألة هو "تناول الأسبرين لللرجال، ما بين 45 و 79 عاما، والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن، ما بين 55 و79 سنة، في حالة أن كانت فوائد استعماله، مثل منع حدوث نوبات قلبية أو سكتات دماغية، تفوق المخاطر الصحية التي يمكن وقوعها مثل الإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي. ونبه إلى أنه بينما يكون أخذ الأسبرين أثناء إصابة أحد الأشخاص بألم في الصدر، أمرا إيجابيا في منع وقوع نوبة قلبية، إلا أن هذا الأمر لا ينطبق عند الإصابة بالصداع، إذ يمكن أن يسبب نزيفا في دماغ صاحبه، إن لم تتم استشارة طبيب لذلك. ومن وجهة مغايرة، أظهرت دراسة قام بها العالم فرنسيسكو دونتو، بالاشتراك مع ثلاث جامعات أمريكية، إلى أن نحو 20 في المائة من الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين لا يستفيدون منه على الإطلاق. وكشفت الدراسة أنه عندما يتناول الأشخاص الأسبرين دون استشارة الأطباء، وهم يتناولون عقاقير أخرى، قد تتعارض مع، ما يؤدي إلى عدم فعاليته، إضافة إلى أنه يضاعف إمكانية تعرضهم لنوبات قلبية بنسبة أربع مرات. .