بات السيد عبدالعزيز بوتفليقة أمس الرئيس الجديد للجزائر في انتخابات خاضها منفرداً بعد انسحاب منافسيه الستة من الاقتراع، ورفضهم الاعتراف بنتائجه. ولكن لم يكن واضحاً حتى المساء هل سيقبل بوتفليقة بانتخابه. إذ أكد صباحاً انه سيرفض منصب الرئاسة و"سيعود الى منزله" اذا لم تكن نسبة المشاركة في الاقتراع كثيفة. ولم تتجاوز هذه النسبة 36 في المئة حتى الثالثة بعد الظهر، ثم ارتفعت مساء الى 50 في المئة، في حين سُجّل اقبال محدود في عدد من الولايات لا سيما في مناطق القبائل حيث لزعيم جبهة القوى الاشتراكية حسين آيت أحمد نفوذ واسع. راجع ص5 وأصدر المرشحون الستة الذين قرروا مقاطعة الانتخابات، مولود حمروش وحسين آيت احمد واحمد طالب الابراهيمي وعبدالله جاب الله ومقداد سيفي ويوسف خطيب، بياناً بعد الظهر علّقوا فيه على تدني نسبة المشاركة في الاقتراع، وأكدوا انهم فخورون ب"وعي المواطنين وردّهم الهادف الى كشف نيّات السلطة في عدم احترام ارادة الشعب في اختيار مستقبله". وأعربوا عن الأمل ب"أن تستخلص السلطة الدرس من المواقف التي عبّر عنها الشعب" عبر المقاطعة، وحمّلوها "مسؤولية أيّ انحراف" عن ارادة الشعب. ودعا المرشحون المنسحبون انصارهم الى متابعة العمل المشترك "في هدوء وسلم من أجل المحافظة على الدينامية الجماعية". واجتمع مقاطعو الاقتراع أمس لمناقشة سبل الرد على انتخاب بوتفليقة. وفي حين أكدت جبهة القوى الاشتراكية ان المعارضة ستدعو الى مسيرات احتجاج اليوم رجّح بعض المصادر ارجاء المسيرات يوماً، قالت مصادر رسمية ان السلطة لن تسمح بتنظيم تظاهرات تعيد الى الاذهان التظاهرات التي كانت "الجبهة الاسلامية للانقاذ" المنحلّة تنظمها بداية التسعينات. وبدا امس ان المقاطعين الستة غير متفقين على الخطوات الواجب اتباعها رداً على انتخاب بوتفليقة. إذ انسحب مقداد سيفي، رئيس الحكومة السابق، من الدعوة الى التظاهر في العاصمة بعد ظهر اليوم. وفي تصريح الهدف منه حض الجزائريين على الاقتراع بكثافة، قال بوتفليقة صباحاً بعد مشاركته في التصويت: "اريد ان يعبر الشعب الجزائري بوضوح كبير وبغالبية واسعة عن رأيه ... اما اذا اراد الشعب شيئاً اخر فسأعود الى منزلي بضمير مرتاح واكون قد فعلت بسلام ما علي فعله". وكان واضحاً منذ الصباح ان المعركة ليست من يفوز بالرئاسة، بقدر ما هي معركة الحصول على نسبة اقتراع مناسبة. ولاحظت وكالة "فرانس برس" ان نسبة الامتناع عن التصويت في الجزائر تبلغ عادة نحو اربعين في المئة، الا انها انخفضت خلال الانتخابات الرئاسية عام 1995 التي شهدت فوز الرئيس اليمين زروال، الى نحو 25 في المئة. وكانت صناديق الاقتراع فتحت ابوابها في الثامنة السابعة بتوقيت غرينيتش وسط اقبال ضعيف خصوصاً في العاصمة.