اقتسمت السينما المغربية والمصرية الجوائز الاولى لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الابيض المتوسط في دورته العاشرة، وانتزع الشريط المصري "عرق البلح" للمخرج رضوان الكاشف الجائزة الكبرى للمهرجان، فيما عادت الجائزة الكبرى الخاصة الى الفيلم المغربي "الحافة" للمخرج فوزي بنسعيد. وكما انتزع "عرق البلح" الجائزة الكبرى لمهرجان تطوان، فقد سرق عرضه الاضواء من العروض السينمائية الاخرى. ويطرح الشريط قضية الهجرة من الأرياف نحو المدن كترجمة لظروف الهجرة العنيفة التي تعرضت لها مصر في السبعينات، وما رافقها من اختلال في السلوك والقيم وتغيير سلبي في طبيعة المكان. وتدور تفاصيل القصة في احدى قرى صعيد مصر التي اضطر رجالها الى الهجرة، باستثناء شاب احمد يفضل البقاء في القرية حيث يجد نفسه محاطاً بعالم النساء. وتتوالى الاحداث بطرح تفاصيل سلوك احمد وسط نساء القرية الى الحكم بطرده و"محو اثره من القرية". ويترجم الشريط الحزن العميق لمأساة هذه القرية الصعيدية التي فشلت نساؤها في جعل احمد "رجلها الاول". وفاز الشريط الفرنسي "كرنفال" للمخرج توماس فانسان بجائزة محمد الركاب الخاصة بلجنة التحكيم، اما جائزة احسن اخراج فنالها الشريط الاسباني "الفئران" لانطونيو خيمينيس ريكو، وفاز الفيلم الجزائري "جبل بية" للمخرج عزالدين مدور بجائزة احسن عمل، فيما فاز الفيلم اللبناني "ياولاد" للمخرج زياد دويري بجائزة النقد. وكرمت الدورة العاشرة لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الابيض المتوسط الفنانين: المغربي نورالدين مفتاح، والمصري نور الشريف. وحظي الفنان المغربي بالتكريم عن بطولته في شريط "اصدقاء الامس" للمخرج حسن بنجلون الذي تدور احداثه حول لقاء غير مرتقب بين متقاعد فقير كان يعمل في الجيش ومكفوف توفرت له سبل الحياة، والخيط الذي سيربط بين الطرفين هو بحث ابنة المتقاعد عن مصدر رزق جديد يجرها نحو قراءة الرسائل السياسية للمكفوف، ما يفسح المجال امام لقاء المتقاعد والمكفوف بعدما فرق بينهما الاحتلال. ولم يجد نورالدين مفتاح غير الدموع ليعبر عن فرحه بالتكريم الذي حظي به، وحالت دموعه دون الكلمة التي كان ينوي إلقاءها للمناسبة. ويعتبر نورالدين مفتاح من ألمع الممثلين المغاربة. وجاء تكريم الفنان المصري نور الشريف عن دوره في فيلم "حدوتة مصرية" للمخرج يوسف شاهين. وتحدث شريف طويلا عن تجربته في الفيم، واعتبره "من الاعمال المثيرة التي اديت فيها اصعب الادوار في حياتي"، ولم يتردد نور الشريف في القول انه عمل جاهداً في الفيلم على محاولة تقمص شخص يوسف شاهين، لكن "من دون تقليده". وتدور اطوار الفيلم حول اصابة مخرج سينمائي بأزمة قلبية خلال تصويره مشاهد لأحد افلامه، ما يضطره الى الخضوع الى عملية جراحية للافلات من الأزمة. وعاش المهرجان على وقع عدد من العروض شملت اشرطة طويلة وقصيرة، وافتتح بعرض شريط "في بيت ابي" الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان الدار البيضاء السينمائي الخامس للمخرجة فاطمة جبلي وزاني. ولم يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان بسبب تردد منتجه في هولندا في ارسال نسخة من الشريط الى المهرجان في غياب عقد موقع مع الموزعين. ويركز الفيلم على قضية البكارة في المجتمعات الاسلامية، لكن قوته تكمن في قوة الحوار الذي يجمع بين المخرجة وابيها الذي لم تلتق به منذ 16 عاماً بعدما كان يصر على تزويجها في سن 12. ودخلت الافلام القصيرة حلبة التباري في مهرجان تطوان الدولي من خلال شريطي "كاستينغ" للمخرج الياس بوختين، وهو انتاج فرنسي جزائري مشترك 1998 من 17 دقيقة ويضم خمسة افلام قصيرة تدور احداثها حول مسألة اختيار الممثلين بالاضافة الى عرض "يا أبيض يا أسود" للمخرج التونسي انور بن عيسى 1998 ومدته 13 دقيقة، ويطرح علاقة الفنان بالمجتمع من خلال قصة مصور تونسي عرض صوره في احد الأروقة، لكنه فوجئ باهتمام الزوار بمسائل دون لوحاته. ودخل المنافسة في الأشرطة الطويلة الشريط اليوناني "مع السلامة" لمخرجيه كريستوس فوبوراس، وجيوغوس كوراس 1997، ويحكي تطور شخصية شاب يوناني 35 عاما يختلط بمهاجرين ألبان ومدى افادته من هذا اللقاء من الناحية الثقافية والفكرية والايديولوجية. كما تم عرض الشريط الاسباني الطويل "لاراتاس" الفئران للمخرج انطونيو خيمينس ريكو. وشكل شريط "كيد النسا" اول العروض ضمن المسابقة الخاصة بالأفلام الطويلة، ويعرض "حكاية للا عيشة بنت التاجر" وهي محاولة لطرح صراع الذكاء بين الرجل والمرأة، ومدى تمسك كل طرف بتفوقه على الطرف الآخر، لكن المخرجة تحسم بتفوق المرأة بحيلها وذكائها.