دعا عضو البرلمان الأوروبي يانيس ساكيلاريو الى ادخال ليبيا في "خطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية" بعدما سارت أزمة لوكربي نحو الانفراج. وأكد في مؤتمر صحافي عقده أمس في بروكسيل ان "الوقت حان كي تدخل ليبيا في خطة الشراكة الأوروبية - المتوسطية بعد توصل الاطراف المعنية الثلاث الى حل وسط يضمن اجراء المحاكمة في بلد محايد". وكان ساكيلاريو المانيا أجرى محادثات في طرابلس مع كل من رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مؤتمر الشعب الليبي عبدالرحمن شلغم ووزير الدولة للشؤون الخارجية عبدالعاطي العبيدي وسفراء الدول الأوروبية في العاصمة الليبية. وقال ان الحل الوسط الذي توصلت اليه الولاياتالمتحدة وبريطانيا من جهة وليبيا من جهة أخرى لمحاكمة المشتبه فيهما في هولندا "يمكننا تقديم اقتراحات لتعزيز العلاقات مع ليبيا". وتغطي واردات النفط الليبي 12 في المئة من حاجة السوق الأوروبية في مقابل 4 في المئة بالنسبة الى الواردات من الجزائر و21 في المئة لدول مجلس التعاون الخليجي. وتناهز قيمة المبادلات بين ليبيا والاتحاد الأوروبي 10 بلايين دولار. ودعم عضو البرلمان الأوروبي طلبات ليبيا في توفير الضمانات القانونية اللازمة للمشتبه فيهما خلال فترة التحقيق وبعد المحاكمة بصرف النظر عن القرار الذي قد تصدره هيئة القضاء الاسكوتلندية في هولندا. ونقل النائب الأوروبي ان المسؤولين الليبيين "لا يتطلعون فحسب للمشاركة في الخطة الأوروبية - المتوسطية وانما يؤمنون بحق بلادهم في المساهمة مثل كل بلدان المنطقة في الخطة الاقليمية" التي تهدف اقامة حيز للسلم والاستقرار وإقامة التبادل التجاري الحر في المنطقة الأوروبية - المتوسطية. برشلونة وكانت ليبيا استبعدت من مؤتمر برشلونة الذي جمع في خريف العام 1995 15 بلداً أوروبياً و12 بلداً متوسطياً منها الدولة العبرية لأسباب الأزمة بين ليبيا والبلدان الغربية. وقال مصدر أوروبي رسمي ل "الحياة" ان المفوضية "ترحب بالتطور الايجابي الذي شهدته أزمة لوكربي أخيراً لكنها تتحفظ الآن عن اتخاذ موقف نهائي حيال مسألة مشاركة ليبيا في خطة الشراكة في انتظار تسليم المتهمين بتفجير الطائرة الاميركية ونضج مواقف كل من البلدان الاعضاء". وتتطلب مشاركة ليبيا في خطة برشلونة موافقة البلدان الاعضاء ال 72 ومن المقرر ان تعقد الدورة الثالثة لاجتماعات وزراء الخارجية في نيسان ابريل المقبل في شتوتغارت المانيا. وتتساءل الأوساط الديبلوماسية الأوروبية عن مدى استعداد ليبيا التزام المبادئ التي تتضمنها وثيقة برشلونة ومنها دعم مسيرة السلام في الشرق الأوسط واحترام دولة القانون والتعددية السياسية واحترام حقوق الانسان وحرية التعبير. وذكر الأوروبي ساكيلاريو الحزب الاشتراكي الألماني بأن المسؤولين الليبيين أكدوا "التزامهم قبول وثيقة برشلونة بمثابة اطار للعمل والمفاوضات المتعددة الأطراف". ويتطلعون لبدء مفاوضات ثنائية مع المفوضية الأوروبية لتوقيع اتفاق شراكة أسوة بالاتفاقات المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وكل من تونس والمغرب واسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والأردن الى جانب الاتفاقات التي يجري التفاوض في شأنها بين المفوضية وكل من مصر ولبنان وسورية.