بروكسيل - أ ف ب - يجتمع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الپ15 اضافة الى وزراء خارجية 12 دولة مطلة على البحر المتوسط فى الثالث والرابع من حزيران يونيو المقبل في باليرمو ايطاليا لمحاولة احياء الشراكة الاوروبية - المتوسطية التي انطلقت سنة 1995 مع مؤتمر برشلونة والمجمدة منذ اشهر بسبب تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط. واعرب وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي سيرأس الاجتماع بحكم تولي بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، عن امله في ان يتيح اجتماع باليرمو اجراء "مناقشات صريحة ومنفتحة". ولم يوضع جدول اعمال محدد مسبقا لهذا الاجتماع بعكس ما يحصل في الاجتماعات الرسمية. وكان الاجتماع الوزاري السابق للدول ال27 الذي عقد فى نيسان ابريل 1997 فى مالطا سقط كليا رهينة لازمة عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ومنذ ذلك الحين تراوح هذه الشراكة مكانها. وفى المقابل تتكاثر منذ اشهر الاجتماعات المتخصصة حول البيئة والتعاون الصناعي او المتعلقة بالطاقة او التكنولوجيات الجديدة وتحقق تقدماً ملحوظا. الا ان الملفات الكبرى مجمدة تماماً مثل ميثاق الامن والاستقرار وهو المشروع الهدف لعملية برشلونة، مع اقامة منطقة اوروبية - متوسطية للتبادل التجاري الحر مع حلول سنة 2010. واعرب وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ال15 الاثنين الماضي في بروكسيل عن الامل في ان يعطي اجتماع باليرمو "انطلاقة جديدة للشراكة الاوروبية المتوسطية وان يمهد الطريق" للاجتماع الوزاري الرسمي المقرر عقده في 15 و16 نيسان ابريل 1999 فى شتوتغارت المانيا. وذكر المشاركون فى الاجتماع ان الامن والاستقرار فى البحر المتوسط لن يستتبا الا بنجاح عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ويؤيد المنسق الايطالي للشراكة الاوروبية - المتوسطية انطونيو باديني هذه الفكرة مشيراً الى انه "من الواضح ان جمود عملية السلام يعد الان من عوامل عدم الاستقرار". وحول الارهاب والجريمة المنظمة ستقعد اجتماعات على مستوى كبار موظفى دول الشراكة، اضافة الى ندوة عن التدريب على التعاون البوليسي خلال النصف الثاني من عام 1998 في روما. وعلى الصعيد الاقتصادي تتكاثر ايضاً الندوات والمنتديات، لكن دون نجاح يذكر، لاقامة منطقة تبادل تجاري حر في حوض المتوسط مع حلول عام 2010 تستبعد منها مع ذلك المنتجات الزراعية. ويقول "اعلان برشلونة" ان منطقة التبادل الحر ستجلب "الرخاء والاستقرار" لكل الدول المطلة على البحر المتوسط. واخيراً يلاحظ خبير اوروبي في بروكسيل ان عملية تقديم المساعدات الاوروبية نحو ستة بلايين وحدة حسابية اوروبية ايكو اي 6،6 بليون دولار الممنوحة الى الشركاء المتوسطيين عبر برنامج "ميدا" خلال الفترة من 1996 الى 1999 تشهد تباطؤا بسبب "بيروقراطية الاتحاد الاوروبي".