ارجئت زيارة الرئيس السوري حافظ الأسد لموسكو والتي كان مقرراً أن تبدأ اليوم بناء على طلب دمشق. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن القرار اتخذ في وقت متقدم ليل السبت، وربما كان من أسبابه توقيت استقبال موسكو وزير الخارجية الإسرائيلي ارييل شارون الذي وصل أمس إلى العاصمة الروسية. ويعتقد أن استقباله عشية زيارة الأسد أثار استياء سورياً. وأعلن الناطق الرئاسي السوري السيد جبران كورية تأجيل زيارة الرئيس الأسد إلى "موعد قريب". وجاء في بيان رئاسي سوري: "باتفاق الطرفين السوري والروسي تقرر تأجيل زيارة الأسد لروسيا إلى موعد قريب يُتفق عليه بين الجانبين عبر القنوات الديبلوماسية". وأصدر المكتب الصحافي للكرملين بياناً مقتضباً أفاد أن زيارة الرئيس السوري اجلت "لمدة ليست طويلة"، وان القرار "صدر بناء على اتفاق بين الطرفين، وبطلب من الجانب السوري". وأشارت موسكو إلى ان موعد الزيارة سيحدد "في أقرب وقت". وعلمت "الحياة" ان التحضير للزيارة استمر حتى وقت متقدم مساء السبت، وانجز وضع كل ترتيبات اللقاءات مع الرئيس بوريس يلتسن ورئيس الحكومة يفغيني بريماكوف، إضافة إلى محاور المحادثات التي كان مقرراً أن تتناول الوضع في الشرق الأوسط والبلقان، والعلاقات الثنائية، خصوصاً تزويد سورية أسلحة حديثة بينها صواريخ "كورنيت 3" المضادة للدبابات، التي اعترضت واشنطن وإسرائيل على بيعها لدمشق. لكن قرار روسيا المفاجئ استقبال شارون أثار استياء سورياً واضحاً، خصوصاً أن أوساطاً قريبة إلى إسرائيل بدأت تطلق في موسكو اشاعات مفادها أن هناك "اتصالات سرية" محتملة مع السوريين في العاصمة الروسية. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي عربي رفيع المستوى إن توقيت زيارة شارون "غير مناسب على الاطلاق" بخاصة ان الوزير كان زار موسكو الشهر الماضي مرافقاً لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، كما زارها في كانون الأول ديسمبر الماضي. وأكد شارون لدى وصوله أمس ان إسرائيل "مهتمة بتطوير العلاقات مع روسيا وتؤمن بأنها ستتقدم في كل الميادين". وذكرت مصادر مطلعة أن شارون ينوي إثارة موضوع "تسرب" تكنولوجيا الصواريخ والتكنولوجيا النووية إلى إيران، واحتمال تشكيل "آلية رقابة على التسرب" يشرف عليها وزيرا خارجية البلدين. ولم تستبعد المصادر احتمال أن يعرب شارون عن "مخاوف" إسرائيل من بيع سورية أسلحة متطورة، لكن خبيراً روسياً قال ل"الحياة" إن موسكو تعتبر "كورنيت 3" سلاحاً دفاعياً، لافتاً إلى أن "نقاشاً مطولاً" قد يجري في حال طلبت دمشق صواريخ من طراز "س300". وأوضح أن هذه الصواريخ يمكن تصنيفها باعتبارها دفاعية، لكن شبكة الرادارات الملحقة بها قادرة على "تغطية" كل إسرائيل ورصد حركة الطيران في أجوائها. إلى ذلك، يرى مراقبون ان زيارة الأسد لو تمت في موعدها لتوافقت مع نشاطات واسعة للجالية اليهودية في روسيا، بمناسبة ذكرى "المحرقة" اليوم، سيشارك فيها شارون.