اجرى العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين امس محادثات في ابو ظبي مع الرئيس الاماراتي الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان في إطار جولة خليجية تستهدف رسم إطار استراتيجي لعلاقات الاردن مع دول مجليس التعاون الخليجي. وقالت مصادر اردنية رسمية إن المحادثات تركزت على تعزيز علاقات التعاون والتنسيق السياسي والاقتصادي بين البلدين، وتبادل وجهات النظر إزاء عدد من الملفات الاقليمية بما فيها مستقبل عملية السلام المتعثرة، والعلاقات مع ايران، والازمة العراقية. وقالت المصادر ل"الحياة" إن التحرك الاردني في المرحلة هذه يمهد لرسم "إطار استراتيجي للعلاقة الاردنية-الخليجية في شكل يساهم في التعامل في شكل فعال مع عدد من القضايا الاقليمية التي تهم دول المنطقة." واوضح ان "دول المنطقة تواجه تحديات مشتركة في المرحلة القادمة،" وان "من الضروري تحقيق اقصى حد ممكن من التنسيق في مواجهة تلك التحديات." وابدى الجانبان الاردنيوالاماراتي توافقا ازاء ضرورة عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية والعمل لرفع المعاناة والحصار عن الشعب العراقي مع التسديد على التزام العراق تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بنزع اسلحة الدمار الشامل. واطلعت الاماراتالاردن على تطورات الوضع في الخليج، خصوصا المستجدات بشأن الممارسات الايرانية في الخليج والمناورات الاخيرة التي قامت بها البحرية الايرانية قرب مضيق هرمز وفي المياه الاقليمية لجزيرة ابو موسى. ومعروف ان الاردن يؤيد موقف الامارات لاستعادة سيادتها الكاملة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ودعوتها الى حل سلمي للخلاف مع ايران حول الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة او اللجوء الى التحكيم الدولي. وكان الرئيس الاماراتي في استقبال العاهل الاردني لدى وصوله الى ابو ظبي قادما من مسقط حيث كان اجرى محادثات اول من امس مع السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان. ويرافق العاهل الاردني في زيارته الى الامارات التي تستغرق ثلاثة ايام رئيس الوزراء السيد عبدالرؤوف الروابدة ورئيس الديوان الملكي السيد عبدالكريم الكباريتي ووزير الخارجية السيد عبدالإله الخطيب وعدد من افراد الاسرة الملكية. وكانت الامارات اعلنت عن دعمها للعاهل الاردني الجديد وحولت وديعة بقيمة 150 مليون دولار للبنك المركزي الاردني من اجل دعم الدينار الاردني. ويعتزم العاهل الاردني ايضا زيارة قطر وليبيا وسورية قبل ان يزور في ايار مايو المقبل واشنطن في اول زيارة رسمية له الى الولاياتالمتحدة. وقال الروابدة عقب المحادثات التي اجراها العاهل الاردني في سلطنة عمان ان اللقاء بين الزعيمين تناولت تعزيز عمل اللجان المشتركة بين البلدين وبخاصة في المجالات الاقتصادية والتربوية والاجتماعية. واضاف ان المباحثات تناولت عملية السلام ومجمل القضايا على الساحة العربية. ولكنه نفى ان يكون الاردن طلب الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي. وقال "نحن نعتز بعلاقاتنا الوثيقة مع دول الخليج العربي، ولكن هذا الامر ليس قيد البحث." الى ذلك، بدأت أبو ظبي أمس تحركاً سياسياً وديبلوماسياً متعدد الأطراف باتجاه ثلاث عواصم خليجية. وبعث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات رسائل خطية أمس إلى ثلاثة من قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية هي الكويت والبحرين وسلطنة عُمان. وذكرت مصادر رسمية ان الرسائل تتناول علاقات التعاون بين الإمارات والدول الثلاث والقضايا الاقليمية محل الاهتمام المشترك. وترجح المصادر في أبو ظبي أن تكون الرسائل ذات علاقة بتطورات الوضع في الخليج، خصوصاً العلاقات مع إيران، إضافة إلى الوضع في العراق وقضايا خاصة بالتعاون الثنائي بين دول المجلس.