تصدرت تطورات أزمة الخليج الأخيرة والعقبات التي تواجه عملية السلام في الشرق الأوسط محادثات أجراها الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات مع ضيفه الملك حسين. وقد وصل العاهل الأردني الى أبو ظبي مساء أمس في زيارة رسمية لدولة الامارات يتبعها بزيارة مماثلة غداً الخميس الى سلطنة عمان. ويرافق الملك حسين في زيارته وفد كبير يضم رئيس وزراء الأردن الدكتور عبدالسلام المجالي. وقد بدأ العاهل الأردني فور وصوله الى قصر المشرف في العاصمة أبو ظبي، مقر اقامته الرسمي، محادثات مع رئيس دولة الامارات حضر جانباً منها كبار المساعدين في البلدين وتركزت على تطورات الوضع في الخليج والشرق الأوسط وعلاقات التعاون بين البلدين. وقالت مصادر ديبلوماسية ان محادثات الحسين في أبو ظبي وزيارته لها تستند الى الانفراج الأخير في الأزمة بين العراق والأمم المتحدة وبروز موقف عربي شبه جماعي يعارض توجيه ضربة عسكرية للعراق ومحاولة البناء على هذا التطور في بلورة موقف عربي جماعي من القضايا العربية والدولية الراهنة، وعودة التضامن العربي. وأضافت ان المحادثات تطرقت الى تطوير مشروعات أولية بشأن تحقيق مصالحة عربية تسمح بعودة العراق الى الصف العربي. وقد اطلع الملك حسين الشيخ زايد على مشروعه بشأن ترتيب عقد لقاء بين الرئيس الأميركي بيل كلينتون والرئيس العراقي صدام حسين. ولفت مراقبون الى أن أبو ظبي وفرت فرصة مهمة أمام الملك حسين خلال زيارته الحالية لطرح أفكاره بشأن الوضع في الخليج والشرق الأوسط أمام ممثلي الدول الغربية في العاصمة أبو ظبي. فمن المقرر أن يجتمع العاهل الأردني اليوم الأربعاء مع سفراء الدول العربية لدى الامارات ليطلعهم على رؤيته بعد التطورات الأخيرة في أزمة الخليج والعلاقات مع بغداد ومشروعه المطروح بشأن اجتماع كلينتون - صدام والخروج من المأزق الذي تواجهه عملية السلام والعلاقات العربية - العربية. ويقول مراقبون ان طبيعة وحجم الحضور الديبلوماسي العربي لهذا الاجتماع اليوم سيعطيان صورة أولية لمستقبل العلاقات العربية - العربية وموقع الأردن فيها. ويعتبر لقاء الملك حسين مع السفراء العرب في أبو ظبي الموضوع الثاني في الأهمية ضمن برنامج زيارته للامارات بعد محادثاته الرسمية مع الشيخ زايد. وقد ترك الملك حسين لرئيس وزرائه الدكتور عبدالسلام المجالي مهمة لقاء الجالية الأردنية في دولة الامارات مساء اليوم الأربعاء في مقر الجمعية الأردنية في أبو ظبي ليشرح الموقف الأردني من أزمة الخليج الأخيرة بين العراق والأمم المتحدة وتعامله مع الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة معان الأردنية في ضوء هذه الأزمة. وسيتولى المجالي أيضاً محادثات تفصيلية مع الجانب الاماراتي بشأن التعاون الثنائي. وقد استهل رئيس الوزراء الأردني محادثاته بلقاء مع الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء حضرها وزراء ومسؤولون من البلدين. وقد أعطى الشيخ سلطان والدكتور المجالي مؤشرات الى بدء احياء تعاون اقتصادي وتجاري بين البلدين وتقديم مساعدات من الامارات لمشاريع أردنية يتم درسها مستقبلاً. ويقول مراقبون ان زيارة الملك حسين للامارات، وهي الثانية منذ العام 1990، لا تدخل في اطار الزيارات الطارئة ذات المهمة المستعجلة، اذ تستمر ثلاثة أيام يجد فيها العاهل الأردني متسعاً من الوقت لإعادة ترتيب علاقات الأردن مع الامارات ودول الخليج على نار هادئة. وقد أقام الشيخ زايد الليلة الماضية حفلة عشاء في قصر المشرف تكريماً للملك حسين ومرافقيه حضرها كبار المسؤولين في دولة الامارات وسفراء الدول العربية والأجنبية في أبو ظبي. وفي مسقط، أصدر ديوان البلاط السلطاني العماني بياناً حول زيارة الملك حسين، جاء فيه أنها "تأتي تأكيداً للعلاقات الاخوية المتميزة التي تربط عُمان والأردن وسعياً من قيادتي البلدين الى تدعيم هذه العلاقات وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين". وأشار البيان الى أن العاهلين سيستعرضان التطورات الراهنة في المنطقة والمتغيرات على الساحتين الاقليمية والدولية.