يتوقع ان يؤدي اتفاق "اوبك" الاخير بخفض الانتاج لانقاذ الاسعار الى تحسن اداء شركات النفط الاوروبية السنة الجارية بعدما انخفضت ارباحها بشكل حاد العام الماضي نتيجة ضعف اسعار النفط والمنتجات الاخرى. واظهرت تقارير نشرت في لندن ان معظم شركات النفط الاوروبية عانت انخفاض اسعار النفط اذ اضطر بعضها الى تسريح عدد كبير من موظفيه واتخاذ اجراءات اخرى لخفض النفقات لتجنب حدوث خسائر. كما ارغمت هذه الظروف بعض الشركات في اوروبا والولايات المتحدة على الاندماج مع شركات اخرى او درس خطوات اندماج كوسيلة لتقليص الانفاق وتعزيز قدرتها على المنافسة. وكانت اكبر عملية اندماج بين شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية و شركة "اموكو" الاميركية اللتين اندمجتا مع شركة "اركو" الاميركية الاسبوع الماضي، ما ادى الى بروز اكبر شركة انتاج نفط خاصة في العالم بقيمة رأسمالية تبلغ نحو 190 بليون دولار. وكانت شركة "بريتش بتروليوم-اموكو" من اكبر المتضررين بانخفاض اسعار النفط اذ تراجعت ارباحها الصافية من 6.64 بليون دولار عام 1997 الى 3.99 بليون العام الماضي بعد انخفاض قيمة انتاجها من النفط بنحو النصف من 7.31 بليون دولار الى 3.63 بليون دولار. وجاء في تقرير للشركة نشرته دار الوساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" ان اجمالي الارباح التشغيلية انخفض من 10.7 بليون دولار الى 7.02 بليون دولار في حين تراجعت الاصول الجارية من 20.7 بليون دولار الى 17.2 بليون دولار. الا ان التقرير توقع ان تعاود الارباح نموها لتصل الى نحو 4.95 بليون دولار السنة الجارية بعد قرار "اوبك" ودول منتجة اخرى الشهر الماضي خفض الانتاج بأكثر من 2.1 مليون برميل يومياً. وادى اعلان الاتفاق الى ارتفاع الاسعار بأكثر من 50 في المئة لتلامس 15 دولاراً للبرميل الاسبوع الجاري من اقل من 10 دولارات، وهو ادنى مستوى لسعر برميل خام بحر الشمال "برنت" بالقيمة الحقيقية منذ نحو 20 عاماً. وتوقع المحللون ان يؤدي الاتفاق الى سحب الفائض من السوق كلياً اذا ما التزمت "اوبك" اتفاق الخفض بنسبة 60 في المئة فقط. كما اضطروا الى اعادة النظر في تكهناتهم بشأن الأسعار من 13 الى أكثر من 14 دولاراً للبرميل. كما تضررت مجموعة "رويال دتش" البريطانية-الهولندية بشدة من انخفاض اسعار النفط العام الماضي اذ تدهورت ارباحها الصافية من 8.17 بليون دولار عام 1997 الى 5.15 بليون دولار عام 1998 بعد تراجع كبير في قيمة انتاجها من 4.56 بليون دولار الى 1.97 بليون دولار. وأدى ذلك الى انخفاض التدفق المالي الى الشركة من نحو 18 بليون دولار الى 16.48 بليون وارتفاع الديون الصافية من 4.85 بليون دولار الى نحو 8.71 بليون في الفترة نفسها. وتوقعت النشرة ان يتحسن اداء الشركة السنتين الجارية والمقبلة اذ يقدر ان ترتفع ارباحها الصافية الى 5.94 بليون دولار و7.11 بليون دولار على التوالي وتتحسن قيمة الانتاج لتصل الى 3.47 بليون دولار و4.25 بليون دولار. وكانت شركة "الف" الفرنسية احد الخاسرين من انهيار سوق النفط اذ تراجعت ارباحها الصافية من نحو 1.7 بليون الى 1.35 بليون دولار في حين يتوقع ان تسجل نمواً السنة الجارية وسنة 2000. كذلك انخفضت ارباح شركة "توتال فينا" التابعة لشركة "توتال" الفرنسية من 1.25 بليون دولار الى نحو 950 مليوناً ويتوقع ان تعاود نموها لتصل الى اكثر من 1.5 بليون دولار السنة الجارية و بليوني دولار سنة 2000. اما شركة "او.ام.في" النمسوية فقد حققت نمواً في أرباحها الصافية التي بلغت نحو 157 مليون دولار عام 1997 مقابل 180 مليوناً العام الماضي. واشار خبراء الى ان الاداء الجيد للشركة التي تمتلك فيها امارة ابو ظبي اسهماً بقيمة تزيد عن 400 مليون دولار يعود الى تركيزها على نشاط المصافي النفطية. واضافة الى الشركات، عانت جميع الدول المنتجة للنفط من تراجع الاسعار التي وصلت الى نحو 12.8 دولار للبرميل العام الماضي مقابل اكثر من 18 دولاراً عام 1998 و20 دولاراً عام 1996. وكانت المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي الاخرى الأكثر تضرراً بسبب اعتمادها المكثف على صادرات النفط الخام، اذ تدهورت ايراداتها الى نحو 56 بليون دولارالعام الماضي من 90 بليوناً عام 1997