اعتبر حزب "التحالف الشعبي التقدمي" الناصري المعارض قرار السلطات الموريتانية التراجع عن التعريب "جريمة في حق الشعب الموريتاني". ودعا الموريتانيين الى "الوقوف في وجه المؤامرة التي تحاك ضد ثقافتهم وحضارتهم ومستقبل أجيالهم". وقال الحزب - وهو عضو جبهة المعارضة بقيادة أحمد ولد داداه - في بيان أصدره أول من أمس انه لا مسوغ لإلغاء العربية "إلا إرضاء جهات خارجية في اطار التخبط الجنوني الذي يمارسه النظام في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية". وحذر البيان فرنسا من ان "العلاقات بين الدول والشعوب لا يمكن ان يكتب لها البقاء إلا أن تقام على احترام الشعوب ومقوماتها الحضارية وإرادتها. وليست تلك التي تقام مع أنظمة لا وطنية والتي سيكون مصيرها الزوال". ولفت الحزب الفرنسيين الى ان رفضه "فرنسة نظامنا التربوي لا يتأتى من موقف معاد ولا رافض للغة الفرنسية كلغة عالمية تمكن من الانفتاح على مستخدمها. انما الرفض هو للمسخ الثقافي وإحلال لغة اجنبية مكان لغتنا الوطنية". واتسم بيان الحزب عموماً بالاعتدال على رغم رفضه الشديد لعودة "الفرنسة". وفي اطار هذا الاعتدال دافع البيان عن الحقوق الثقافية للأقلية الافريقية واعتبر لهجاتها لغات وطنية ينبغي تطويرها مع احترام الخصوصيات الثقافية للسود. ويتحالف الناصريون الذين عملوا مثل غيرهم من القوميين العرب على مدى الأربعين عاماً الماضية من أجل تعميم التعريب - مع الأفارقة السود في اطار جبهة أحزاب المعارضة - ولم يصدر بعد عن "حزب العمل من أجل التغيير" الذي ينتمى اليه ناشطون سود قاوموا التعريب على الدوام أي موقف، ويفترض ان يكون قرار احلال الفرنسية مكان العربية في النظام التربوي تحقيقاً لهدف طالما سعوا من أجل تحقيقه. كما لم يصدر بعد أي موقف عن زعيم المعارضة أحمد ولد داداه الذي يضم حزبه إضافة الى السود بعض الشخصيات الوطنية ناصريين واسلاميين. ويعتقد انه سيكون على المعارضة بذل جهود مضنية لمنع انفجار جبهتها المتحدة ضد النظام. ويقول مراقبون ان استمرار هذه الوحدة سيكون صعباً بالنظر الى الخلاف حول المسألة الثقافية، غير ان رئيس الحزب الناصري محمد الحافظ ولد اسماعيل قال ل"الحياة" ان لا خلاف داخل الجبهة حول هذا الموضوع، وأوضح ان ميثاق الجبهة ينص على "احترام الخصوصيات الثقافية حق التميز لكل مكوناتنا الوطنية من خلال صيانة المكاسب التي تحققت على مستوى اللغة العربية وتطوير لغاتنا الوطنية الأخرى اللغات الافريقية وترسيمها وتدريسها".