قرر صرب البوسنة التصدي لقرار المسؤولين الدوليين عزل رئيس جمهوريتهم نيكولا بوبلاشين. وأعلنوا عدم اعترافهم بوضع مدينة برتشكو تحت سلطة الحكومة المركزية البوسنية واشراف دولي. واتفق المعتدلون والمتشددون في أوساط صرب البوسنة على تنحية خلافاتهم جانباً وانسحبوا من البرلمان المركزي للبوسنة - الهرسك وعقدوا اجتماعاً لبرلمان كيانهم. ونددوا في كلماتهم بقرارات المشرفين الدوليين التي اعتبروها "عدواناً مبيتاً للقضاء على الوجود الصربي في البوسنة". وعمت التظاهرات الصاخبة انحاء كيان صرب البوسنة وجمهورية صربيا وأكد المشاركون فيها على وقوفهم ضد الاجراءات الدولية التي وصفوها بالأميركية. ورفعوا شعارات "الاطلسي يملك صواريخ ونحن عندنا ميلوشيفيتش" الرئيس اليوغوسلافي. وأفاد رئيس صرب البوسنة بوبلاشين في كلمة بثها تلفزيون بانيالوكا انه "مستمر في ممارسة سلطاته الرئاسية في الجمهورية الصربية بتفويض من الشعب الذي انتخبه". ورد المنسق المدني لعملية السلام البوسنية كارلوس ويستندورب ان "القوة يمكن أن تستخدم مع بوبلاشين للرحيل اذا لم تنفع معه القرارات". لكن ويستندورب اخفق في اقناع رئيس وزراء صرب البوسنة المعتدل ميلوراد دوديك في التراجع عن استقالته التي قدمها احتجاجاً على القرار بشأن برتشكو. وذكر تلفزيون بانيالوكا ان دوديك أبلغه انه "لا يستطيع تحمل المسؤولية في الوقت الذي بدأ اتفاق دايتون بالانهيار التام بسبب اقامة كيان ثالث غير شرعي في منطقة برتشكو". وامتد الغضب الى الأعضاء الأحد عشر في البرلمان المركزي البوسني الذين ينتمون الى أربعة أحزاب، وأعلنوا جميعاً "تعليق عضويتهم ومقاطعتهم كل جلساته حتى يعاد النظر في قراري بوبلاشين وبرتشكو". وعقد برلمان صرب البوسنة جلسة طارئة أمس والقيت فيه كلمات عنيفة وصفت المنسق المدني ويستندورب بأنه "مجرم". ودعا الحزب الراديكالي لصرب البوسنة الذي ينتمي اليه بوبلاشين المواطنين الصرب الى "استخدام كل الوسائل الممكنة لرفض قرارات المسؤولين الدوليين". وحوّل الصرب مراسم دفن صربي قتله جندي اميركي في بلدة اوغلانين شمال شرقي البوسنة يوم الجمعة الماضي، الى تظاهرة احتجاجية طالبت قوات الحلف الأطلسي بمغادرة المناطق الصربية ودعا المتظاهرون الى الانتقام من قتلة المواطن الصربي. وشارك آلاف الصرب في تظاهرة طافت مدينة برتشكو وأكدت الشعارات فيها على القتال من أجل حياة الجمهورية الصربية التي يمثلها "الموقع الحيوي لمدينة برتشكو"