بدأ الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس زيارة لمصر، ويتوقع ان تركز المحادثات على مستجدات أزمة لوكربي. وتردد ان القذافي الذي سيلتقي اليوم الرئيس حسني مبارك في قصر القبة في القاهرة، سيتوجه لاحقاًَ إلى دول عربية، في حين توقع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى التوصل إلى حل الأزمة "خلال الأسابيع القليلة المقبلة". ونقلت وكالة "رويترز" عن موسى قوله في مالطا حيث شارك في اجتماع وزراء خارجية دول أوروبا والبحر المتوسط: "هناك فرص كبيرة للتفاؤل في شأن هذه المشكلة". وتابع ان قضية لوكربي ستحتل حيزاً بارزاً في محادثات القذافي ومبارك. ووصل القذافي إلى مصر براً عبر منفذ السلوم الحدودي، يرافقه وفقد رفيع المستوى يضم رئيس الحكومة محمد المنقوش وأمناء لجان شعبية عامة وزراء والمسؤول السابق للأمن عبدالله السنوسي، الذي يظهر للمرة الأولى منذ أشهر بعد محاكمته في قضايا تتعلق ب "تقصير أمني" العام الماضي. واستقبل القذافي عند منفذ السلوم وزير التنمية الريفية محمود شريف ومحافظ مرسى مطروح كمال عامر ورئيس حزب العمل المعارض المهندس ابراهيم شكري الذين رافقوه إلى مدينة مرسى مطروح، حيث استقبله الأهالي وقبائل أولاد علي الذين يقطنون المنطقة الحدودية بين مصر وليبيا. وأفادت "رويترز" ان الزعيم الليبي وصل إلى مرسى مطروح في باص تتبعه نحو مئتي سيارة، وان القذافي وقف في مقدم الباص ملوّحاً بقبضته لتحية حوالى 250 من رجال القبائل الذين رددوا هتافات تأييد له لدى وصوله إلى مقر المحافظة. واتكأ القذافي الذي اصيب بكسر في الفخذ العام الماضي، على عكاز أثناء صعود درجات سلم، بينما أحاط به عشرات من حراسه بينهم سيدات يحملن بنادق "كلاشنيكوف". وبعد مأدبة غداء مع محافظ مرسى مطروح، عاد القذافي إلى الباص الذي انطلق في اتجاه القاهرة. لكن الموكب توقف ونصبت خيم للقذافي ووفده في مكان في الصحراء بين العاصمة المصرية والعلمين التي تبعد 180 كيلومتراً عن مرسى مطروح. ونقلت الوكالة عن مسؤول مصري ان الزعيم الليبي الذي تعرض برنامجه كالمعتاد لتغيير مفاجئ، سيقضي الليل في مكان غير معروف في الطريق الذي يخضع لحراسة مشددة. لكن مصادر في القاهرة ذكرت أنه أمضى ليلته في مزرعة ليبية على طريق مصر - الاسكندرية، وان طواقم حراسة ليبية ومصرية تولت تأمين مداخل خيمته. وطلب الزعيم الليبي ان يلتقي مثقفين مصريين وأساتذة جامعات. وكان رئيس المكتب الشعبي الليبي في القاهرة المنسق العام للعلاقات المصرية - الليبية السيد جمعة الفزاني وصل ليل أول من أمس إلى العاصمة المصرية لتولي منصبه خلفاً للسيد قذاف الدم الذي تولى أخيراً منصب أمين شعبية سرت محافظ.