اتهم موظف اسرائيلي كبير امس مسؤولين من وزارة الخارجية الاميركية بالتدخل لمنع اعادة انتخاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان مسؤولين اميركيين يقفون وراء تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" جاء فيه ان واشنطن تعرقل منح مساعدة كبيرة لاسرائيل لعدم تنفيذ نتانياهو اتفاق واي ريفر. وأحجمت السفارة الأميركية في اسرائيل عن تأكيد أو نفي الانباء الاسرائيلية عن تجميد الولاياتالمتحدة مساعداتها الخاصة التي وعدت بها حكومة نتانياهو لعدم تنفيذها بنود اتفاق واي ريفر. وقالت السفارة في بيان وزعته أمس الجمعة ان "الرئيس بيل كلينتون تقدم الى الكونغرس بطلبه للمصادقة على المساعدات الخاصة التي تعهد تقديمها الى الفلسطينيين والاسرائيليين في اطار اتفاق واي" وأضافت: "تتوقع الولاياتالمتحدة من الفلسطينيين والاسرائيليين تنفيذ بنود اتفاق واي". وأشارت الى أن الخطوة القادمة هي إقرار هذه المساعدات في الكونغرس في وقت متقدم من العام الجاري. وأقر مسؤول سياسي كبير في الدولة العبرية بأن الادارة الأميركية أبلغت اسرائيل عزمها على تأخير المساعدات المخصصة لها بموجب اتفاق واي ريفر. وتعهدت الادارة الأميركية في تشرين الأول اكتوبر الماضي تقديم مساعدات خاصة الى الاسرائيليين مقدارها 1.2 بليون دولار، و400 مليون دولار الى السلطة الفلسطينية. وخصصت نصف المساعدة المقدمة الى اسرائيل لما سمته تل أبيب "تنفيذ عملية اعادة الانتشار" العسكرية من الأراضي الفلسطينية، فيما أعد باقي المبلغ لتعزيز القوة العسكرية في مجالات عدة بينها "مكافحة الارهاب". وكشفت مصادر صحافية اسرائيلية ان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الاقتصاد ستيوارت ايزنستات أبلغ وزير الدفاع موشيه ارينز، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة ان "اجراءات المصادقة على صرف المساعدات للفلسطينيين مستمرة وانها ستنقل اليهم في الأطر المحددة"، موضحاً ان التقديرات الأميركية تؤكد ان الفلسطينيين نفذوا ما عليهم في اتفاق واي. وقالت صحيفة "هآرتس" التي كشفت القضية ان رد المسؤول الأميركي على سؤال عن السبب وراء الفصل بين المساعدات للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، كأن "السلطة الفلسطينية نفذت دورها في اتفاق واي فيما لم تفعل اسرائيل ذلك، وهذا ورد على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية". واعتبر المسؤول الاسرائيلي قرار الإدارة الأميركية "تدخلاً في الانتخابات الاسرائيلية"، مضيفاً ان سياسة نتانياهو سببت خسارة لاسرائيل بقيمة بليون دولار. وأعرب عن ثقته بأن الكونغرس لن يصادق على منح المساعدة للفلسطينيين من دون الاسرائيليين. وأكدت مصادر اسرائيلية ان الحكومة "ستسعى الى اقناع اصدقائها في الكونغرس بتعديل القرار... أو على ألاقل تأخير المساعدات للفلسطينيين". وأوقف نتانياهو تنفيذ بنود اتفاق واي ريفر قبل أكثر من ثلاثة أشهر، رابطاً التنفيذ بتخلي السلطة الفلسطينية عن نيتها اعلان الدولة.