بدأ الناشرون حملات الترويج للروايات التي يُعتقد أنه سيكون لا نصيب في الترشيحات الاخيرة لجائزة البوكر الخريف المقبل، وهي من أهم الجوائز الأدبية في بريطانيا. حتى الآن، يبدو أن أهم إسمين أدبيين مرشحين، ينتميان الى لما يعرف بتيار رواية الأنكلو هندية التي رفدت الأدب البريطاني لسنوات طويلة. ومع نطلع شهر نيسان ابريل المقبل، تصدر للروائي فيكرام سيث رواية "موسيقى مماثلة"، وبعد أسبوع تصدر لسلمان رشدي رواية "الأرض تحت قدميها". يتناول كلا الكتابين ثيمة واحدة هي الحب والموسيقى، ويتوقع أن يصل عدد النسخ الى خمسين ألفاً مبدئياً. ويعتقد أن الكاتبين قد تلقيا مقدماً، ما لا يقل عن نصف مليون جنيه من مجمل المبلغ المتفق عليه. وبدأت دارا النشر حملة مكثفة في أوساط السوق العالمية ومحال بيع الكتب وأجهزة الإعلام، للترويج لكلتا الروايتين. ومن المتوقع أن ينعش الكتابان الرواية الإنكليزية، التي باتت تعاني خمولاً منذ سنوات، حتّى أن لجنة جائزة البوكر، عبرت العام الماضي عن عدم وجود رواية بارزة من بين الروايات المرشحة. وكانت آخر رواية أنكلو هندية فازت بجائزة البوكر عام 1997، هي "إله الأشياء الصغيرة" للكاتبة الهندية أرونداتي روي، في أول عمل أدبي لها. وفي عام 1993 أعلنت اللجنة المشرفة على البوكر أن رواية "أطفال منتصف الليل" لسلمان رشدي، كانت أفضل روايات الجائزة خلال خمس وعشرين سنة. أما روايته الأخيرة "الأرض تحت قدميها" فتعيد صوغ أسطورة أورفيوس اليونانية، فبطلتها مغنية الروك، توفيت في أعقاب زلزال، إلا أن حبيبها لا يفقد الأمل ويحاول أن يجدها مرة أخرى. وتتبع رواية سيث ثيمة مشابهة، فالبطل عازف كمان في حالة كآبة تبعاً لعلاقة عاطفية انتهت قبل عشر سنوات. وفي أحد الأيام، يعتقد أنه لمح حبيبته السابقة في القسم العلوي لحافلة ركاب، وسيث المشهور ب"تولستوي الجديد" لم يكن معروفاً من قراء الإنكليزية قبل روايته الشهيرة "ولد مناسب"، التي لفتت الأنظار عند صدورها عام 1993. واعتبرت في حينها الأثقل وزناً بين الروايات الإنكليزية الصادرة في مجلد واحد. واستغرقت كتابتها ثماني سنوات، ووصلت الى ما يقارب الثمانين ألف كلمة، وهي هكذا أطول من رواية "الحرب والسلام". وقد تنافست عليها تسع دور نشر، قبل أن تفوز بها دار فينيكس وهي الدار التي تصدر له روايته الثانية مع مقدم ربع مليون جنيه، وهو مبلغ لم يدفع في بريطانيا من قبل الى أي كاتب. إلا أن الرواية فشلت في دخول قائمة البوكر النهائية، واعتبرتها لجنة التحكيم أضخم من إمكان تضمينها قائمة الترشيحات. لكن رئيس اللجنة لهذا العام هو جيراد كوفمان، وقد قال مرة أنه يعتبر رواية "ولد مناسب" أهم كتب القرن، لكن فضلاً عن كون الرواية الجديدة أقل بألف صفحة، فإنها تختلف عن سابقتها في خلوها من الشخصيات الهندية، وتجري أحداثها في لندن، وتركز على ثلاث شخصيات رئيسية. ويؤثر مدير مخازن هاتشاردز الشهيرة لبيع الكتب، ثقته بأن كل زبون ولا بد سيخرج متأبطاً نسخة من الرواية. ويشكك في عدم دخول "موسيقى مماثلة" ترشيحات البوكر، واصفاً الرواية بأنها ستعيد الإثارة الى الجائزة، كما كان الحال في السنوات الأولى. يتنافس المتحمسون للطرفين، والأمر في النهاية لصالح الرواية الإنكليزية التي عانت حالاً من الجدب سنوات طويلة.