نشرت جريدة "الحياة" بعددها 13124 الصادرة يوم الخميس الموافق 11/2/99 بصفحتها 14 "افكار" مقالة للسيد عبدالرزاق الصافي تحت عنوان "سؤال يسبق المتغيرات: هل العراق مؤهل للديموقراطية؟". بعد اطلاعي على الموضوع واندراجه تحت عنوان استغربت من وجود علامة استفهام ضمن العنوان وكأنها توحي بسؤال صعب. لماذا؟ هذه العلامة هل نسى الكاتب او تناسى ان العراق من الدول السابقة او السبّاقة في تطبيق الديموقراطية واقصد هنا العراق الحديث وهذا من خلال اطلاعنا على الفترة السياسية في ظل الحكم الملكي وذلك من خلال الاطلاع على الصحافة ورأي المواطن في الشارع العراقي والحديث بصوت عالٍ ومسموع خاصة في المقاهي وغيرها من الاماكن العامة، وكذلك توجد اشارة من الكاتب في مقالته "… والانتهاكات للديموقراطية قبل ثورة الرابع عشر من تموز 1958…" وهذه اشارة لوجود الديموقراطية في تلك الفترة. الشعب العراقي شعب مثقف ولديه الوعي الديموقراطي والخبرة السياسية، ومن خلال الاطلاع على شخصية الانسان العراقي نلاحظ بأنه عنيد ويرفض السيطرة الديكتاتورية واللاوعي في ادارة دفة البلاد واقصد تجاهل حقوقه، وتقييد حريته وان كان يصعب عليه التعبير عن ما بداخله الا انه يبدي عدم محبته للزمرة الحالية وغيرها من الزمر المقيّدة لحريته والسالبة لحقوقه وسيأتي اليوم التي سينفجر بها هذا المارد الوطني. والخلاص الذي اشار اليه الكاتب على حد ذكره من "… مدى تعطّش ابناء الشعب العراقي من جميع القوميات والاديان… للخلاص من الديكتاتورية التي اوصلتهم الى هذا الدرك من الفقر…" واضيف ان الخلاص ليس فقط من الديكتاتورية الحالية بل وغيرها من الديكتاتوريات المتربصة للسير على نهج الديكتاتورية الحالية والتي هي امتداد للديكتاتوريات المتولدة بعد ثورة 1958 من تموز، والتيارات المتربصة لسقوط ديكتاتورية لتظهر بدل عنها او محلها اخرى تنتقم من مخلّفات سابقتها وتحصيل حاصل يمتد اثرها على الشعب وهو الضحية لكل تخبط سياسي لا يعي معنى الحرية وحقوق الآخرين ويعمل على تحقيق مصالحه الشخصية او لطائفة او فئة قومية على حساب الآخرين. لقد تغلّب اجدادنا في بداية هذا القرن على الاستعمار وأنشأوا دولة او مملكة العراق وذلك كله بفضل الايمان والقوة والعزيمة. مازن الحبيش - هولندا