نشرت "الحياة" في عددها 13164 ليوم الثلثاء 6/12/1419ه الموافق 23/3/1999 ص17 عرضاً لكتاب: "الحيلة في التراث العربي: إعمال العقل أم لجوء للمخادعة"، لثابت عيد دعا فيه إلى "إعادة ترسيخ ضرورة استخدام الحيل، بوصفها جهداً عقلياً لمعالجة أوضاعنا الراهنة". وذكر: "ان استخراج الحيلة يحتاج إلى عقل متفتح بعيد عن التزمت، لا يقف عند ظاهر النصوص وحروفها". وقال: "إن أصحاب الحيلة هم باختصار أصحاب العقل وأهل العلم، وأعداء الحيلة هم أهل الجهل وأصحاب الجمود". ومشكلة هذا العرض ان صاحبه يخلط أولاً، عن حيلة أو غيرها، بين الحيل الفقهية والحيل الميكانيكية، وهما امران مختلفان تماماً. وثانياً لا يميز بين حيلة مباحة وحيلة محرمة. وثالثاً يبدو أنه متعصب للحيل وأهلها. ورابعاً يتجاهل ان الحيلة نعم لا تقف عند ظواهر النصوص وحروفها، بل ومعانيها ومقاصدها، لكنها تتلاعب بها جميعاً. وخامساً يصف نفسه وأنصاره بالعقل، ويرمي خصومه بالجهل. وسادساً لم يفطن إلى أن الحيلة إذا كانت تحتاج إلى عقل، فإن كشفها يحتاج إلى عقل أكبر، وفي حين ان الأول صاحب عقل، إلا أنه يستخدم عقله في الحرام والالتفاف على الفقه والقانون، فإن الثاني يستخدم عقله منضبطاً بقواعد الفقه والقانون. وسابعاً لم يلتفت إلى أن الحيلة على الحرام حرام، بل تزيده حرمة، لأن المحتال صاحب العقل، إذا كانت حيلته فقهية، فإنما يتحايل على الله. قد تنفع الحيلة في حال واحدة، وهي أن يكون الداعي إليها، أو العامل بها، يعتقد أن المعاملة ليست حراماً، في الوقت الذي يعتقد فيه الناس، أو أصحاب المذاهب الأخرى، أنها حرام، ويتعذر عليه أو يتعسر تغيير معتقداتهم أو مذاهبهم، وربما يرى أن اللعب بعواطف الناس أهون عليه من مخاطبة عقولهم، وتغيير قناعاتهم. ادعوه أخيراً أن يقرأ كتاباً في الحيل لابن بطة. جدة - رفيق يونس المصري ة - فيصل بن سعيد السنيدي.