حض أكاديميون وباحثون جامعيون على اعتماد استراتيجية مستقبلية لتطوير الموارد والمختبرات في البلدان العربية وشددوا على ضمان حسن اختيار الكفاءات على رأس المؤسسات العلمية ومراكز البحث والكليات. وأكد المشاركون في ندوة "الانتاح المعرفي وحرية التعبير في الجامعات ومراكز البحث العربية" التي انهت اعمالها في مدينة زغوان تونس بمشاركة عدد كبير من الأكاديميين من سورية وتونس والامارات والجزائر وليبيا والسويد وروسيا وكوبا، ان "حرية التعبير تشكل وقود الابداع والخلق لأي انتاج معرفي". وشددوا على ضرورة وضع "تقويم للانتاج العلمي للباحثين العرب في تخصصات العلوم الانسانية والاجتماعية لأن هذا العمل من شأنه ان يساهم في وضع آليات جديدة لدرس مواقع الضعف التي أدت الى محدودية مردود المعرفة في العالم العربي". وحضوا على منح الباحثين "مجالاً أوسع واكثر نشاطاً وحرية لمعالجة جميع اشكاليات المجتمع العربي لتفادي تكريس هامشية الباحثين العرب امام تزايد المتخصصين الأجانب الذين باتوا يعكفون على درس خصوصيات مجتمعاتنا العربية". كذلك حضوا على تعميم استخدام وسائل المعرفة الجديدة والتي احدثت تحولا جذرياً في تقنيات المعرفة الدولية، ورأوا ان البحث العلمي "مازال لم يحظ بالاهتمام الجدي في البلاد العربية". وشددوا على اهمية "إرساء تعاون بحثي واسع بين بلدان الاتحاد الأوروبي والبلدان المتوسطية الإثني عشر في اطار الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان في المنطقتين". وقدَّم خلال الندوة التي اشتملت على عشر جلسات علمية واستمرت ثلاثة ايام خمسٌ وعشرون اكاديمياً أبحاثا عن حصاد الانتاج الأكاديمي في جامعات ومراكز دراسات عربية وأجنبية. وتعتبر هذه الندوة الخامسة التي اقامتها "مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات" في اطار ندواتها السنوية المتخصصة بموضوع البحث العلمي في العلوم الانسانية والاجتماعية، وحدد المشاركون في الندوة موضوع ندوة العام المقبل "بدور العلم والباحثين في التنمية الوطنية".