بدأ وزير الخارجية الأردني عبدالاله الخطيب، أمس، زيارة رأب الصدع مع الكويت بلقاء مع الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح سلمه خلاله رسالة من العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين. وبدأت محادثات "التطبيع" بين البلدين أمس في اجتماع مسائي بين الخطيب ونظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد، في حين استمر نواب كويتيون في التعبير عن تحفظهم عن عودة العلاقات. وقال أحدهم إن "علاقات الأردن مع النظام العراقي لم تتغير بالقدر الذي تغير فيه موقفنا من الأردن". ويحتفل اليوم برفع العلم الأردني في فندق "سفير انترناشونال" الذي سيحتل المقر الموقت للسفارة الأردنية الطابق الخامس منه. وكان مندوب من الخارجية الأردنية تفقد المبنى القديم للسفارة في شارع الاستقلال العام الماضي، ورأى أنه غير صالح لعودة البعثة الديبلوماسية الأردنية إليه. ومن المتوقع ان تكون عودة المساعدات الاقتصادية الكويتية للأردن وعودة العمالة الأردنية للكويت بين أبرز اهتمامات الجانب الأردني في الفترة المقبلة. ولكن ذلك لن يحسم خلال الزيارة الحالية. وصرح وكيل وزارة الخارجية الكويتي سليمان ماجد الشاهين أخيراً ان عودة العمالة الأردنية إلى الكويت مرهونة بحاجة سوق العمل إليها، لكنه أشار إلى تراجع الامكانات الاقتصادية الكويتية وإلى أن عمالة من جنسيات أخرى استقرت في كثير من الوظائف التي كان يشغلها أردنيون. وقال النائب عدنان عبدالصمد ل "الحياة" أمس إن قرار عودة العلاقات مع الأردن "يشير إلى عدم استقلال القرار السياسي الشعبي عن القرار الحكومي، فالمواطنون لم يتم الرجوع إليهم في قرار الحكومة قطع العلاقات، كما أنه لم يرجع إليهم في قرار إعادتها". ورأى عبدالصمد أن "موقف الحكومة الأردنية وعلاقتها بالنظام العراقي لم يتغيرا بالمقدار الذي تغير فيه موقفنا نحن من الأردن، وقرار الحكومة إعادة العلاقات مع عمّان مرتبط حتماً بمؤثرات خارجية، ومساعي التطبيع لها علاقة بما يسمى مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وجاء غياب الملك حسين مناسبة لتنفيذ القرار". وكانت القطيعة مع الأردن لسبب موقفه من العراق خلال الاحتلال شهدت أول بوادر الانفراج بعد ايواء عمّان صهر الرئيس العراقي الفريق حسين كامل واطلاق الملك حسين انتقادات للسياسة العراقية عام 1996، وجاءت خطوات التقارب بطيئة من الجانب الكويتي لسبب استمرار المعارضة لها داخل الحكومة والبرلمان الكويتيين. ووجه أكثر من مسؤول أميركي زاروا الكويت نصائح بالتقارب مع الأردن من أجل مزيد من العزل لنظام الرئيس صدام حسين، كذلك فإن مواقف العواصم الخليجية الأخرى في اتجاه التطبيع مع الأردن شجع الكويت على قرار في هذا الاتجاه.